أقمت به من فطرة الدين سنة ... وجددت من رسم الهداية عافيا
صنيع تولى الله تشييد فخره ... وكان لمّا أوليت فيه مجازيا
تود النجوم الزهر لو مثلت به ... وقضت من الزلفى إليك الأمانيا
وما زال وجه اليوم بالشمس مشرقا ... سرورا به والليل بالشهب حاليا
على مثله فليعقد الفخر تاجه ... ويسمو به فوق النجوم مراقيا
به يعمر الأنداء كل مفوه ... ويحدو به من بات بالفقر ساريا
ويوسف فيه بالجمال مقنع ... كأن له من كل قلب مناجيا
وأقبل قد شاب الحيا مهابة ... ويقلب وجه البدر أزهر باهيا
وأقدم لا هيابة الحفل واجما ... ولا قاصرا فيه الخطا متوانيا
شمائل فيه من أبيه وجده ... ترى العز فيها مستكنا وباديا
فيا علقا أشجى القلوب لو أننا ... فديناك بالأعلاق ما كنت غاليا
جريت فأجريت الدموع تعطفا ... وأطلعت فيها للسرور فواشيا
وكم من ولي ددون بابك مخلص ... يفديه بالنفس النفيسة واقيا
وصيد من الحيين أبناء قيلة ... تكف العوادي أو تبيد الأعاديا
بهاليل غر إن أعدوا لغارة ... أعادوا صباح الحي أظلم داجيا
فو الله لولا أن توخيت سنة ... رضيت بها أن كان ربك راضيا
لكانت بها للأعوجيات جولة ... تشيب من الغلب الشباب النواصيا