هديت سبيل الله من ضل رشده ... لا زلت مهديا إليها وهاديا
أفدت وحتى الملك مما أفدته ... وطوقت أشراف الملوك الأياديا
وقد عرفت منها مرين سوابقا ... تقر لها بالفضل أخرى اللياليا
وكان أبو زيان جيدا معطلا ... فزينته حتى اغتدى بك حاليا
لك الخير لم تقصد بما قد أفديته ... جزاء ولكن همة هي ما هيا
فما تكبر الأملاك غيرك آمرا ... ولا ترهب الأشراف غيرك ناهيا
ولا تشكي الأيام من داء فتنة ... فقد عرفت منك الطبيب المداويا
أندلس أوليت ما أنت أهله ... وأوريتها وردا من الأمن صافيا
تلافيت هذا الثغر وهو على شفى ... وأصبحت من داء الحوادث شافيا
ومن بعد ما ساءت ظنون بأهلها ... وحاموا على ورد الأماني صواديا
فما يأملون العيش إلاّ تعللا ... ولا يعرفون الأمن إلاّ أمانيا
عطفت على الأيام عطف راحم ... وألبستها ثوب امتنانك ضافيا
فآنس من تلقائك الملك رشده ... ونال بك الإسلام ما كان راجيا
وقفت على الإسلام نفسا كريمة ... تصد عدوا عن حماه وعاديا
فرأى كما انشق الصباح وعزمة ... كما صقل القين الحسام اليمانيا
وكانت رماح الخط خمصا ذوابلا ... فأنهلت منها في الدماء صواديا
وأوردت صفح السيف أبيض ناصعا ... فأصدرته في الروع أحمر قانيا
لك العزم تستجلي الخطوب بهديه ... ويلفى إذا تنبو الصوارم ماضيا
إذا أنت لم تفخر بما أنت أهله ... فما الصبح وضاح المشارق عاليا
ويهنيك دون العيد شرعته ... تبث به في الخالقين التهانيا