هل الود إلاّ ما تحاماه كاشح ... وأخفق في مسعاه من جاء واشيا
تأوبنى والليل يذكى عيونه ... ويسحب من ذيل الدجنة ضافيا
وقد مثلت زهر النجوم بأفقها ... حبابا على نهر المجرة طافيا
خيال على بعد المزار ألم بي ... فأدركني من لم أكن عنه ساليا
عجبت له كيف اهتدى نحو مضجعي ... ولم يقول مني السقم والشوق باقيا
رفعت له نار الصبابة فاهتدى ... وخاض لها عرض الدجنة ساريا
ومما أجد الوجد سرب على النقي ... سوانح يصقلن الطلى والتراقيا
نزعن عن الألحاظ كل مسدد ... فغادرن أفلاذ القلوب دواميا
ولمّا تراءى السرب قلت لصاحبي ... وأيقنت أنَّ الحب ما عشت دائيا
حذارك من سقم الجفون فإنه ... سيعدي بما يعيى الطبيب المداويا
وإنَّ أمير المسلمين محمّدا ... ليعدى نداه الساريات الهواميا
تضئ النجوم الزاهرات خلاله ... وينفث في روح الزمان المعاليا
معال إذا ما النجم صوب طالبا ... مبالغها في العز خلف وانيا
يسابق علوي الرياح إلى الندى ... وتفضح جدوي راحتيه الغواديا
ويغضي عن العوراء إغضاء قادر ... ويرجح في الحلم الجبال الرواسيا
هما يروع الأسد في حومة الوغى ... كما راعت الأسد الظباء الجوازيا
مناقب تسمو للفخار كأنما ... تجري إلى المجد النجوم الجواريا
إذا استبق الأملاك يوما لغاية ... ابيت وذاك المجد إلاّ التناهيا
بهرت فأخفيت الملوك وذكرهم ... ولا عجب فالشمس تخفى الدرايا
جلوت ظلام الظلم من كل معتد ... ولا عرو أن تجلو البدور الدياجيا