قد قرت العين بصحبته، والله قد عوض حب الدنيا بمحبته؛ فإذا راجعتها مثلي من بعد الفراق، وقد رقى لدغتها ألف راق؛ وجمعتني بها الحجرة، فما الذي تكون الأجرة؟ جل شأني، وإنَّ رضى الوامق وسخط الشاني؛ وإني إلى الله مهاجر، وللعرض الأدنى هاجر، ولأظعان السرى زاجر، ولنجد إن شاء الله تعالى أو حاجر؛ لكن دعناي للهوى، إلى هذا المولى المنعم هوى؛ خلعت نعلي الوجود وما خلعته، وشوقي أمرني فأطعته، وغالب صبري الله فما استطعته، والحال أغلب، وعسى ألا يخيب المطلب؛ فإن يسر رضاه فأمل كمل، وراحل احتمل، وحادٍ أشجى الناقة والجمل؛ وان ك خلاف ذ فالزمان جم العوائق، والتسلم بمقامي لائق:
ما بين غمضة عين وانتباهتها ... يصرف الأمر من حال إلى حال
وأما تفضيله هذا الوطن على غيره، ليمن طيره، وعموم خيره؛ وبركة جهاده، وعمران رباه ووهاده، بأشلاء عباده وزهاده؛ حتى لا يفضله إلاّ أحد الحرمين، فحق برئ من المين؛ لكني للحرمين جنحت، وفي جو الوشق إليهما سنحت؛ فقد أفضت إلى طريق قصدي محجته، ونصرني والمنة لله حجته؛ وقصدي سيدي أسنى قصد توخاه الحمد والشكر، معروف عرف به النكر؛ والآمالمن فضل الله بعد تمتار، والله يخلق ما يشاء ويختار؛ ودعاؤه بظهر الغيب مدد، وعدة وعدد، وبره حالي الظعن والإقامة معتمل ومعتمد، ومجال المعرفة بفضله لا يحصره أمد. والسلام. انتهى.
وقال في الإحاطة في ترجمة السلطان أبي سالم أبن الحسن المريني، بعد كلام كثير، ما نصه: