وما حال شمل وتده مفروق، وقاعدته فروق، وصلوع بني أبيه مسروق، وقلب قرحه من عضة الدهر دام، وجمرة حسرته ذات احتدام؛ هذا وقد صارت الصغرى، التي كانت الكبرى؛ لمشيب لم يدع أنَّ هجم لمّا نجم، ثم تهلل عارضة وانسجم:

لا تجمعي هجرا عليَّ وغربةً ... فالهجر في تلف الغريب سريع

نظرت فإذا الجانب ناب، والنفس فريسة ظفر الناب، والمال أكيلة انتهاب، والعمر رهن ذهاب، واليد صفر من كل انتساب، وسوق المعاد مترامية والله سريع الحساب:

ولو نعطى الخيار لمّا افترقنا ... ولكن لا خيار مع الزمان

وهب العمر جديد، وظل الأمن مديد، ورأى الاغتباط بالوطن سديد، فما الحجة لنفسيي إذا مرت بمطارح جفوتها، وملاعب هفوتها؛ ومثاقف قناتها، ومظاهر عزاها ومناتها ولود وزناد الكون غير صلود!

وإذا أمرؤ لدغته أفعى مرة ... تركته حين يجر حبل يفرق

ثم إنَّ المرغب قد ذهب، والدهر قد استرجع ما وهب، العارض قد اشتهب؛ وآراء الاكتساب مرجوحة مرفوضة، وأسماؤه على الجوار مخفوضه، والنية مع الله على الزهد فيما بأيدي الناس معقودة، والتوبة بفضل الله عز وجل منقودة، غير معترضة ولا منقودة، والمعاملة سامريه، ودروع الصبر سابرية، والاقتصاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015