" فلقد كان بقية البيت، وآخر القوم دماثة وحياء، وبعداً عن الشر، وركونا للعافية، وأنشدت على قبره الذي ووريت به جثة بالقلة من ظاهر المدينة، قصيدة أديت فيها بعض حقه، وهي:
بنى الدنيا بني لمع السراب ... لدوا للموت وابنوا للخراب
انتهى المقصود منه.
ومن نظم أبن الخطيب في الرغبة إلى الله تعالى:
إلهي بالبيت المقدس والمسعى ... وجمع إذا ما الخلق قد نزلوا جمعا
وبالموقف المشهود يا رب في منى ... إذا ما أسال الناس من خوفك الدمعا
وبالمصطفى والصحب عجل إقالتي ... وانجح دعائي فيك يا خير من يدعى
صدعت وأنت المستغاث جنابه ... أقل عثرتي يا مأملي واجبر الصدعا
وقال رحمه الله عقب الإياب من الرحلة المراكشية:
أفادت وجهتي بنداك مالا ... قضي ديني وأصلح بعض حالي
ومتعت الخواطر بانشراح ... وأطرفت النواظر باكتحال
وأبت خفيف ظهر والمطايا ... بجاهك تشتكي ثقل الرحال
وشأني للمعلم غير شأني ... وحالي بالمكارم جد حال
فحب علاك إيماني وعقدي ... وشكر نداك ديني وانتحالي
كأنَّ قد صح لله انقطاعي ... بتأميلي جنابك وارتحالي
وما يبقى سوى فعل جميل ... وحال الدهر لا تبقي بحال
وكل بداية فالي انتهاء ... وكل إقامة فالي ارتحال
ومن سام الزمان دوام أمرٍ ... فقد وقف الرجاء على المحال