أهلا بتحفة القادم، وريحانة المنادم، وذكرى الهوى المتقادم؛ لا يصفر الله مسراك، بما أسراك؛ لقد جبت إلى من همومي ليلا، وجست رجلاً وخيلا، ووفيت من صاع الوفاء كيلاً، وظننت بي الأسف على ما فات فأعلمت الالتفات لكيلا؛ فأقسم لو أنَّ أمري اليوم بيدي، أو كانت اللمة السوداء من عددي؛ ما أفلت شراكي المنصوبة لأمثالك، وحول المياه وبين المسالك، ولا علمت ما هنالك؛ لكنك طرقت حمى كسعته الغارة الشعواء، وغيرت ربعة الأنواء؛ فحمد بعد ارتجتجه، وسكت أذين دجاجه، وتلاعبت الرياح الهوج فوق فجاجه، وطال عهده بالزمان الأول، وهل عند رسم دارس من معول؛ وحيا اندبا الى زيارتي ندبك، وبآدابه الحكيمة أدبك:
فكان وقد أفاد بك الأماني ... كمن أهدى الشفاء إلى العليل
وهي شيمة بوركت من شيمة، وهب الله من لدن المشيمة، ومن مثله في صلة رعى، وفضل سعى، وقول ووغى؟
قسما بالكواكب الزهر ... والزهر عاتمه
إنّما الفضل ملة ... ختمت بابن خاتمة
كساني حيلة فضلة وقد ذهب زمان التجمل، وحملني شكره وكتدمي واه عن التحمل، ونظرني بالعين الكليلة عن العيب فلا أجاد التأمل، واستطلع طلع بثي، ووالي من مبرك المعجزة حتى، إنّما أشكو بثي:
ولو ترك القطا ليلا لناما