أم أنها كلها تشترك في تركيبة واحدة وإيقاع واحد وتفاعيل لا تحيد عن ((فاعيلن مفاعيلن مفاعيلن) أو (مفعولتُ مفعلاتُ مفعولتُ) وهما متفقان في الإيقاع والمقاطع وعدد الأسباب والأوتاد لا يخالفان عروض الخليل لا بالزحاف ولا بالعلل؟ , ثم أليس من حقنا أن نقول بأن هذا الوزن وهذا الإيقاع وهذا الشعر هو من إنتاج عربي ومن أوزان عربية؟؟؟

وبعد أن قمت بتحليل جميع الأبيات الشعرية التي وردت في الرابطين أعلاه , وجدت أن الدوبيت ثابت التفاعيل , وثابت الوزن , ولا يزيد على ثلاث تفاعيل وهي:

1 ــ إما أن تكون تفاعيله على وزن فاعيلُ مفاعيلُ مفاعيلن:

التفعيلة الأولى (أخرب مفاعيلن)

ـ ـ ب /ب ـ ـ ب / ب ـ ـ ب/ـ

أو أخرم مفاعيلُ, وهي من التفاعيل الخليلية (الهزجية)

2 ـ وإما أن تكون تفاعيله على وزن (مفعولاتُ) بعد أن انتقلت حركة الوتد من أول مفاعيلن إلى نهايتها , لتصير (مفعولاتُ) وهي تفعيلة خليلية وجدت في بحور دائرة المجتلب , ومن أهم زحافاتها (مفعلاتُ) و (مفعولتُ ـ ـ ب ب) المهملة , التي نتجت من تدوير زحاف (مفاعيلُ على الشكل الآتي:

ب ـــ ـــ ب (مفاعيلُ من مفاعيلن مكفوفة) هزجية

.. ـــ ـــ ب ب (مفعولتُ من مفعولاتُ) مهملة دخلت الدوبيت

.. .. ـــ ب ب ـــ (مستعلن من مستفعلن المطوية) رجزية

.. .. .. ب ب ـــ ـــ (فعلاتن من فاعلاتن المخبونة) في الرمل

وجميع الحركات المتجاورة كل منها ما هي إلا (حركة ووتد) , وليست أسباباً ثقيلة كما يتوهمها آخرون.

ومن أجزاء مفعولاتُ وفروعها (مفعلاتُ / مفعولتُ / وبعض الأضرب جاء على وزن مفعولن) , ومنها يتشكل وزن الدوبيت , فما شذ عنها فهو شاذ , وما وافقها فهو موزون بالوزن العربي بتفاعيل خليلية , لكنها ليس من البحور الخليلية , لأن الدوبيت ظهر بعد الخليل.

ويمكن ضبط الوزن بهذه الأجزاء.

ـــ ـــ ب ب/ ـــ ـــ ب ب/ ـــ ـــ ـــ ـــ وما شابهها وإليكم التطبيق العملي الآتي:

نأخذ الشواهد التي جمع بعضها الدكتور خلوف , وهي أقدم الأبيات التي ظهرت , وكما يلي:

كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ دِينِي

يا مَنْ هُوَ جَنَّتي، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي

ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ــ ــ/ مفعولتُ مفعلاتُ مفعولاتن

(2 2 1 3 1 2 3 2 2 2)

ــ ــ ب ب/ ــ ــ ب ب/ ــ ب ب ــ ــ/ مفعولتُ مفعولتُ مفتعِلاتن

التفعيلة (مفتعلاتن) من أخوات مفاعلتن بسببها الثقيل , ومنها أخذت مفعولاتُ بعد ما يشبه الإضمار.

ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ــ ب/ ــ مفعولتُ مفعلاتُ مفعولاتُ فا

ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ــ ــ /مفعولتُ مفعلاتُ مفعولاتن

رزْقي يَأْتي، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ

إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ

ــ ــ ــ/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ب ب/ ــ مفعولن مفعلاتُ مفعولتُ /فا

التفعيلة الأولى مكشوف , والكشف في أول البيت شاذ , يمكن معالجته إنشادياً.

ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ب ب/ ــ مفعولتُ مفعلاتُ مفعولتُ فا

ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ب ب/ ــ مفعولتُ مفعلاتُ مفعولتُ فا

ــ ــ ب ب/ ــ ــ ب ب/ ــ ــ ب ب/ ــ مفعولتُ مفعولتُ مفعولتُ فا

ونلاحظ من خلال التقطيع للأبيات أعلاه أنها اشتركت في الأجزاء

مفعولتُ / مفعلاتُ / مفعولاتن / مفعولن , وهذه كلها من أجزاء (مفعولاتُ)

أما الأمثلة الشعرية التي أوردها الدكتور عبدالإله فهي كما يلي:

يقول:

ويعتبر مالك بن المرحل السبتي (عاش في القرن السابع، ما بين 604 إلى699)، أول من وضع له ميزانا يرجع إليه عند الاضطرار أو الاختيار.

وفي ذلك يقول:

" رأيت النوع المعروف بالدوبيت من أوزان الكلام المنظوم، مستقيم البناء، مستعذبا في الغناء. إلا أن بعض الناس يخلطون في النظم عليه، ويسلك مسلك العجم في الزيادة فيه، والتقصير منه، حتى يخل به. فصنعت له ميزانا وبينت ما يجب أن يلتزم فيه، وما يحسن وما يقبح، قياسا على الأنواع العربية، وإتباعا للأكثر في المساق، والعذب في المذاق ".

فمثل هذا اللون من الشعر جدير بأن تكون له

قواعد تضبطه، وتمنع الخلل فيه،

ولذلك تجد ابن المرحل قد اعتمد في وضع قوانينه على عناصر ثلاثة، وهي:

الأنواع العربية،

واطراد الأنساق،

والعذوبة في المذاق،

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015