ـ[غالب احمد الغول]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 03:20 م]ـ
القواعد الأساسية لسير إيقاع الدوبيت
كتبه / غالب احمد الغول
تشرين1/ 2010
@@@@@@@@@@@
اختلف الباحثون في وزن الدوبيت , أهو فارسي الوزن أم هو عربي الوزن , ومنهم من يقول بأنه فارسي دخل العربية , بدلالة المصطلح الفارسي (دو) بمعنى اثنان , و (بيت) بمعنى بيت , أي أنه مركب من بيتين , للتفرقه بينه وبين الرباعي.
وتناول اثنان من الباحثين في الدوبيت أو أكثر, وقد جمعوا معظم تفاعيله الكثيرة بأشكالها وأصنافها ومسمياتها , لكنها تعود كلها إلى وزن واحد , وتفعيلة واحدة متكررة ثلاث مرات مع الترفيل , وهي تتفق مع تفاعيل الهزج بعد خرم أوله أو (خرب) أوله , ليصير إلى الدوبيت بتفعيلته (مفعولاتُ وزحافاتها).
إن الفرق بين الهزج والدوبيت يعود إلى أن الهزج المخروم أوله , لم يجيء تاماُ بثلاث تفاعيل , لكن الدوبيت جاء مرفلاً بتفاعيله الثلاث , ولو جاء الدوبيت مجزوء لشارك الهزج المخروم أوله ببحره وتفاعيله وزحافاته. وهذا ما جعل الخليل يهملة , بسبب التقارب بينه وبين تفاعيل تنتهي بمتحرك مثل (مفعولات) , كما أنه لا يوجد فرق بين التفعيلة مفاعيلن ومفعولاتُ سوى انتقال حركة الوتد من أول مفاعيلن لنضعها على آخر التفعيلة نفسها لتصير إلى (مفعولاتُ). ومن الباحثين الذين تكلموا حول الدوبيت هم:
الدكتور عمر خلوف ـــ الرياض على الرابط الآتي:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?15025- الدوبيت& highlight= الدوبيت
والدكتور عبدالإله كنفاوي ــ الرباط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2008/11/21/151346.html
وملخص ما قاله الدكتور خلوف عن الدوبيت نضعه في هذه الفقرة الآتية:
(((((ولكننا نفضل استخدامَ مصطلح (الدوبيت)، لأنه علَمٌ على هذا الوزن، لا يُشاركه فيه أيّ بحرٍ آخر، يُشبه قولَنا: الكاملَ أو الطويلَ أو البسيط. بينما تشير كلمة (الرباعيات) إلى جميع ما كُتبَ بطريقة الرباعيات، على أيِّ وزنٍ كان.
وربما كان ظهور رباعيات الدوبيت في أواخر القرن الثالث الهجري. حيث جاء ذكرها في كلامٍ للجنيد البغدادي (-298هـ)، ومعاصره أبي الفضل الهاشمي (-317هـ)، إبّان انتشارها في غزنين. ولكن الغريب فعلاً أنْ تكون أقدم رباعية دوبيتية معروفة هي رباعية عربية، حيث يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثالث الهجري، عصر اكتشاف الدوبيت نفسه. فقد وجَدْتُ في ديوان الحلاّج (-309هـ) رباعية دوبيتية فريدة، فاتَ ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت، ومستدرَكَيْه)، مع أنه هو محقّق ديوان الحلاج! يقول فيها:
كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ دِينِي
يا مَنْ هُوَ جَنَّتي، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي
بل أورد ابن إياس الحنفي (-؟ هـ) للإمام الشافعي (-204هـ) ست رباعيات دوبيتية، فاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي الأقدم إن صحّت نسبتها إلى الشافعي، يقول في أولاها:
رزْقي يَأْتي، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
مما تقدم , نستطيع القول , ((بما أن الدوبيت وجد عند العرب أقدم من وجوده في فارس , فيعني أنه يمكن أن يكون أو لا يكون من الأوزان العربية , ولكننا نرجح عروبته تاريخياً ووزناً كما سيأتي.)
ويمكن أن يكون العرب قد حسّنوه وألفوا عليه بما يناسب الذوق العربي , ويمكن أنهم تركوا الوزن الفارسي المكسور والذي فيه الزيادة أو النقص في أجزائه للفرس.
ولكن الذي يهمنا هو الوزن الذي بين أيدينا , هل هو موافق للمبدأ العروضي الخليلي؟؟
أم انه مخالف للعروض العربي؟؟
والرأي الذي يمكن أن نرجحه هو. ما وافق الوزن العربي فهو للعرب , سواء حسنوه أو أضافوا إليه , وما خالف الوزن العربي ونظام العروض فهو للفرس.
ولكن لاحظنا أن جميع الأمثلة الشعرية التي وصلتنا , القديمة جداً والحديثة , قد اختلفت أجزاء تفاعيلها وتعددت أسماءها , فهل يعني هذا أن كل بيت منها يختلف عن البيت الآخر باختلاف الأجزاء؟
¥