وبعدَ قراءةِ أقوالِ العالمِ ابنِ القيِّمِ، رحمَهُ اللهُ تعالى، يظهرُ لنا كيفَ أنَّ الشيخَ الراحلَ "محمد متولّي الشعراوي" قدْ ردَّ حجةَ منكري البعثِ بما ينكرُ البعثَ؛ لأنَّ كلامَهُ بالبعثِ وَفقَ النسبِ يعني أنَّ الله تعالى يخلقُ بدناً غيرَ هذا البدن، ويظهرُ لنا أيضاً كيفَ أنَّ رأيَهُ كانَ مخالفاً لصريحِ القرآنِ الكريمِ، ولصحيحِ السنةِ، ولما جاءتْ بهِ جميعُ الرسلِ، ولما جاءَ في سائرِ كتبِ اللهِ تعالى.

(منقول مع التحفظ على بعض الألفاظ والعبارات الواردة).

ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 10:38]ـ

أجل، ما كانَ أعجبَ أمرَ الشيخِ "محمد متولّي الشعراوي"؛ إذْ أدخل في التفسيرِ أباطيلَ وأضاليلَ .. وأدهى ما في الأمرِ أنَّهُ كانَ يحسبُ أنَّ الإسلامَ بقيَ ينتظرُ قدومَهُ أربعةَ عشرَ قرناً كيْ يقومَ هوَ بالردِّ والذودِ عنهُ حتّى في عقيدةِ التوحيدِ .. لقدْ كانَ المسلمونَ في عُرفِهِ "مكشوفينَ" أمامَ المللِ المناوئةِ لهم حتّى جاءَ هوَ يجعلُهم في حصنٍ منيعٍ! ..

وذهبَ الرجلُ يناقشُ النصارى ليبطلَ التثليثَ فما كانَ منهُ إلّا أنْ جاءَ برأيٍ يسرُّ الخوارنةَ، وكلَّ قِسّيسٍ! .. جاءَ برأيٍ يرفضُهُ حتّى صبيةُ كتاتيبِ الصعيدِ .. فما بالُ الأزهرِ كانَ عنهُ منَ الساكتينَ المنخرسينَ عشراتٍ منَ السنينَ؟!

قالَ الشعراويُّ وكأنَّ البابا "يوحنّا" كانَ يوحي إليْهِ زُخرُفَ القولِ غروراً - قالَ -: "إنَّ النصارى لمْ يخرُجوا عنْ نطاقِ "الواحديّةِ" بقولِهم عنِ اللهِ بأنّهُ "ثالثُ ثلاثةٍ"، وإنَّما هم عندَ هذا الشيخ قدْ خرجوا عنْ نطاقِ "الأحديّةِ" --[محمد متولي الشعراوي، "المنتخب من تفسير القرآنِ الكريمِ"، دار العودة، بيروت، طبعة أولى، جزء 3، صفحة 183] .. فهلْ تخرَّجَ هذا الشيخُ منَ ديرٍ أمْ منَ "الأزهرِ"؟

يا لَلْعارِ! .. يا لَلْعيبِِ! .. كيفَ سكتَ المسلمونَ عنْ هذا القول الذي يهدم عقيدة التوحيد وينسفها نسفاً؟ ..

أجلْ، لقدِ اعتبرَ "إمامُ الدعاةِ" أنَّ النصارى كانوا على "صحّةٍ" حينما قالوا عنْ أنَّ الثلاثةَ: "الأبَ والابنَ والروحَ القدُسَ" هم "واحد"، ووافقَهم على ذلكَ بكلِّ صراحةٍ .. وكلُّ ما في الأمرِ حسبَ رأيِه أنَّهم قدْ خرجوا عنْ نطاقِ "الأحديّةِ" ولمْ يخرجوا عنْ نطاقِ "الواحديّة"! ..

لا ريْبَ، ولا جَرَمَ، فإنَّ كلامَ "شيخ شعراوي" لَممّا تكادُ الجبالُ تخرُّ منهُ هدّاً؛ فلقدْ قالَ قولاً إدّاً.

أجلْ، لقدْ سألَ "الشيخ الشعراوي" سؤالاً يقولُ: "لماذا قالَ الحقُّ سبحانَهُ: "قلْ هوَ اللهُ أحدٌ "، ولم يقلْ مكانَها: (قلْ هوَ اللهُ واحدٌ)؟ " ..

ويجيبُ "الشيخ الشعراوي" سؤألَهُ بنفسِهِ فيقولُ: "أعطانا الحقُّ سبحانَهُ وتعالى في هذهِ السورةِ الردودَ على النحلِ والمذاهبِ التي بعضُها يقول: الأب والابن والروح القدس – هؤلاء ثلاثة – إلهٌ واحدٌ .. يبقى "الله" ما مدلولُه؟ .. هوَ الله واحد: صحيح. لكن مكونٌ كيفَ؟ .. من أقانيم. ما الأقانيم؟ .. الأب والابن والروح القدس. يبقى تجمّعت هذهِ وأصبحت "الله". إذن فهو منْ ناحيةِ ذلكَ "واحد". هم قالوا: "واحد". نقول: نعم، لكن ليسَ " أحد" .. لماذا؟ .. لأنّهُ ما دامَ الأب والابن والروح القدس أُجمِعوا وعُمِلوا لنا "معجنة"، وطلعوا لنا "الله"، يبقى ليس "أحد". يبقى إذنْ وقعوا تلكَ الوقعة .. لماذا؟ .. لأنهم خرجوا عنْ نطاقِ الأحديّةِ، وإنْ لم يخرجوا عنْ نطاقِ "الواحديّةِ" -----[محمد متولي الشعراوي، "المنتخب من تفسير القرآنِ الكريمِ"، دار العودة، بيروت، طبعة أولى، جزء 3، صفحة 183].

صدقاً، إنَّهُ لمنْ أغربِ الغريبِ وأعجب العجيبِ أنْ يمرِّرَ "الشيخ الشعراوي" هذهِ الأضاليلَ الأباطيلَ، الخبابيصَ اللبابيصَ، على المسلمينَ لعشراتِ السنينَ، معَ أنَّهُ كانَ منَ المفروضِ في الذينَ سمعوا منهُ هذا الكلامَ أولَ مرّةٍ أنْ لا يغادروا مكانَ الدرسِ إلاّ وقد استتابوه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015