ـ[الدكتور / فتحي خطاب]ــــــــ[03 - صلى الله عليه وسلمpr-2009, مساء 08:41]ـ
الإدغام في قراءة الكسائي
تعريف القراءات القرآنية
القراءات في اللغة جمع، مفردها: قراءة ومادة " قرأ " تدور حول الجمع والاجتماع وكل شئ جمعته فقد قرأته، ومعنى قراءة القرآن على هذا: لفظتَ به مجموعاً. (1)
والقراءات اصطلاحاً هي علم بكيفية أداء كلمات القرآن، واختلافها منسوبة لقائلها (2).
شروط القراءة الصحيحة:-
1 - موافقة اللغة العربية، ولو بوجه فلا بد أن توافق القراءة وجهاً مشهوراً ومعتداً به عند النحاة، سواء أكان أفصح أم فصيحاً، مجمعاً عليه أم مختلفاً فيه اختلافاً لايضر مثله إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقته الأئمة بالإسناد الصحيح، وذلك لأن القراءة سنة متبعة. (3)
2 - موافقة رسم أحد المصاحف العثمانية، ولو احتمالاً:- ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض.
3 - صحة السند بنقلها عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.والقراءات التي صحت أسانيدها ويقرأها اليوم، وقد وصلتنا متواترة محصورة في عدة كتب هي (4)
1.كتاب السبعة في القراءات، لابن مجاهد.
2.منظومة حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع المعروفة بالشاطبية للإمام القاسم بن فيره الشاطبي.
3.منظومة الدرة المُضيّة في القراءات الثلاث المَرضيّة للإمام بن الجزري.
4.كتاب (النشر في القراءات العشر) للإمام بن الجزري.
نشأة القراءات القرآنية:-
بُدئ نزول القرآن العظيم بقول الله تبارك وتعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (1)
وقد أمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالبلاغ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (2)
وكان القرآن العظيم أعظم ما أمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ بتبليغه، قال تعالى: {وقرءانا فرقنه لتقرأه على الناس على مكث ونزلنه تنزيلا} (3)
فأقرأ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الوجه الذي أقرأه به جبريل ـ عليه السلام ـ كل عام في رمضان.
عن فاطمة بنت الرسول _صلى الله عليه وسلم لـ قالت: " أسر إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي. (4)
وأشفق الرسول _صلى الله عليه وسلم_ على أمته أن تقرأ القرآن العظيم على حرف واحد فيشق عليه، فسأل الله أن يخفف عنها فأنزل الله تبارك وتعالى القرآن على سبعة أحرف (كلها شافٍ كافٍ) فقرأ رسول الله القرآن على أصحابه، وحذق فيه جماعة منهم كانوا يتدارسونه، فأرسلهم المصطفى ليعلموه للناس، فكان يُقال لهم القرّاء.
وقد حفظ القرآن في زمن رسول الله جَمعٌ من الصحابة، اتصلت أسانيد القراءات ببعضهم، منهم: عثمان بن عفان وأبي كعب وعبد الله ابن مسعود وزيد بن ثابت، فقرأ أصحاب رسول الله القرآن العظيم وأقرؤوه، وحفظه جملة منهم، وهذا الحفظ من خصائص هذا الكتاب دون سائر الكتب السماوية (5).
وتفرق الصحابة، رضوان الله عليهم، في الأمصار إبّان الفتوحات الإسلامية واختلفت أوجه القراءات، وكثر الاختلاف حتى أحس الغير من الصحابة أن هذا الاختلاف يحتاج إلى ضبط، فرفعوا الأمر للخليفة عثمان رضي الله عنه فكتب مصاحفه التي وزعت على الأمصار، وأجمع الصحابة على عدم الاعتداد بما سواها (6).
ــــــــــــ
(1) العلق1: 1 ـ 5
(2) المدثر: 1 ـ 5
(3) الإسراء: 106
(4) صحيح البخاري، محمد إسماعيل البخاري، راجعه جمال عبيدة (د. ط) بيروت، 1991، 3/ 1327، كتاب المناقب، باب علامة النبوة. وينظر القراءات وأثرها في تفسيرا لأحكام، د. محمد بن عمر بازمول، دار الهجرة، 1417هـ، 1/ 79
(5). النشر في القراءات العشر، لابن الجزري، 1/ 6
(6) في علوم القراءات، د. رزق الطويل، مكتبة الفيصيلية، مكة المكرمة، ص 31
(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
أهمية القراءات:-
للقراءات القرآنية أهمية كبيرة وقيمة لغوية خاصة، وتتمثل أهميتها في:
¥