ـ[سليمة الجزائرية]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 06:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبعة .... كيف نفسر اختلاف قراءة الإمام
ورش رحمه الله عن قراءة قالون رحمه الله؟؟ مع أنهما أخذا من نفس الإمام نافع المدني رحمه الله
لماذا اختلفوا بما أن القرآن الكريم نزل بسبعة أحرف للتسهيل على الأمة الاسلامية عند مسلم من حديث أُبيٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إليَّ أن اقرأ على حرفين، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف).
أتمنى أن أجد التوضيح لديكم ... في رعاية الله.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:47]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
هاك أخي الكريم اسم كتاب قيم فيه ما تبحث، حملته سابقا من النت ويمكنك البحث عنه وتحميله أو زودني ببريدك إن عجزت:
المدخل إلى علم القراءات
محمد بن محمود حوا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
لفظ (الأحرف) أو (الحرف) يأتي في اللغة بمعنى: الوجه والطريقة، ومنه قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي: على وجه واحد.
وفي الاصطلاح: فقد اتفق العلماء على أن القرآن نزل على سبعة أحرف؛ لأن هذا ما صرحت به الأحاديث. ولكنهم اختلفوا في المفهوم أو المعنى المراد منها على مذاهب متعددة، ويمكن أن تصنف أقوالهم تحت مذهبين:
المذهب الأول: ويرى أصحابه أن المراد بالسبعة حقيقة العدد، ولكنهم اختلفوا في تحديد هذه الأحرف:
(1) فمنهم: من ذهب إلى أن الأحرف هي اللغات أو اللهجات التي نزل بها القرآن، وهي لغة قريش، وهذيل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن. أو هي: لغة قريش، وهذيل، وتميم، وأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر. (على اختلاف)
وممن قال بهذا الرأي: سفيان بن عيينة، وأبو عبيد بن سلام، وابن جرير، وأبو شامة، والقرطبي، ومصطفى الرفاعي، ومحمد أبو شهبة، ومناع القطان، ومحمد الصباغ، وحسن عتر.
(2) ومنهم: من ذهب إلى أن الأحرف هي الأوجه اللفظية التي نزل بها القرآن، ولكنهم اختلفوا في تعيينها وحصرها.
ومن أصحاب هذا الرأي: ابن قتيبة، وأبو الفضل الرازي، والزركشي، وابن الجزري، والزرقاني، ومحمد المطيعي، وشعبان إسماعيل، وأحمد البيلي، ومحمد اللبدي، وعبد العزيز القارئ، ومحمد الصابوني. (مع اختلافهم اليسير في بعض النقاط وتوافقهم في كثير منها)
(3) ومنهم: من ذهب إلى أن الأحرف الأوجه المعنوية التي نزل بها القرآن؛ ولكنهم اختلفوا في تعيينها وحصرها:
* فمنهم من قال بأنها: الحلال والحرام، الأمر والزجر، المحكم والمتشابه، الأمثال.
* ومنهم من قال بأنها: الوعد، والوعيد، والحلال، والحرام، والمواعظ، والأمثال، والاحتجاج.
* ومنهم من قال بأنها: المحكم، والمتشابه، والناسخ، والمنسوخ، والخصوص، والعموم، والقصص. وهذا الرأي لم ينسب صراحة إلى أحد ممن نقل رأيهم.
المذهب الثاني: ويرى أصحابه أن المراد بالسبعة ليس حقيقة العدد؛ وإنما المراد التعدد والكثرة من أجل التيسير والتسهيل والتوسعة.
فهم يرون أن القرآن نزل بلغات العرب بأوجه متعددة.
وممن ذهب إلى هذا القول: علي ابن أبي طالب، وابن عباس، والقاضي عياض، وسعيد الأفغاني، ومحمد سالم محيسن، وعبد الصبور شاهين، وشوكت عليان، وغانم قدوري، ورزق الطويل.
والذي يترجح حقيقة هو ما عليه المحققون من أن حقيقة العدد مراده، وذلك لأنه ورد في الحديث بلفظ السبعة في كل طرقه؛ مما يوضح أنه مراد، ولأن عادة العرب أن تستعمل السبعة لتدل على التعدد في الآحاد.
كما أن الصحيح أيضا بإذن الله تعالى أن الأحرف السبعة هي اللغات أو اللهجات التي نزل بها القرآن، ويدل على هذا ما قاله الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه للنفر القرشيين الثلاثة: (إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء فاكتبوه بلغة قريش فإنه نزل بلغتهم).
وقد وهم بعض الناس في فهم المراد بالأحرف الواردة في أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف، وظن أنها قراءات الأئمة السبعة المعروفة، وكان مبدأ هذا التوهم أنه لما صنف ابن مجاهد كتاب (السبعة في القراءات) واقتصر على سبع قراءات عفوا من غير تعمد منه لعدد السبعة، فقد اشترط على نفسه ألا يروي إلا عمن اشتهر بالضبط والأمانة وطول العمر وملازمة القراءة واتفاق الآراء على الأخذ عنه والتلقي منه.
فالقراءات السبعة اختيرت حسب شروط معينة، لا على أن كلا منها حرف من الأحرف السبعة، ولا على أنها وحدها القراءة المتواترة، فالعشر متواترة أيضا.
فتكون القراءات السبعة المشهورة هي جزء من الأحرف السبعة، وليست هي الأحرف السبعة.
والله تعالى أعلم
بتصرف مما أفاده الشيخ الدكتور/ نبيل إسماعيل.
¥