ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 05:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت في كتب التفسير, ولكن مكتبتي صغيرة, وما وجدت شيئا, ولكنني أعلم ان بعض المفسرين
فسر قوله تعالى ((وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))
{السجدة:21} , بأن المقصود بالعذاب الأدنى هو عذاب القبر,
أدلة عذاب القبر من الكتاب والسنة معروفة ولله الحمد كالآية التي في سورة غافر, والأحاديث التي قالها رسول الله (ص) ,
اريد فقط ان اعرف بماذا فسر القائلين بهذا القول (لعلهم يرجعون)
يعني كيف يرجع وهو في القبر! هل مثلاً يعذب بقدر سيئاته فتزول سيئاته أم ماذا؟
وبارك الله فيكم.
ـ[الحافظة]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 07:45]ـ
نفع الله بكم
وجدت هذا في تفسير القرطبي ... حيث قال
قال مجاهد: الْعَذَاب الْأَدْنَى عَذَاب الْقَبْر
وَقَالَهُ الْبَرَاء بْن عَازِب. قَالُوا: وَالْأَكْبَر عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة
ثم قال ..
(لعلهم يرجعون)
عَلَى قَوْل مُجَاهِد وَالْبَرَاء: أَيْ لَعَلَّهُمْ يُرِيدُونَ الرُّجُوع وَيَطْلُبُونَهُ كَقَوْلِهِ: " فَارْجِعْنَا نَعْمَل صَالِحًا "
وَسُمِّيَتْ إِرَادَة الرُّجُوع رُجُوعًا كَمَا سُمِّيَتْ إِرَادَة الْقِيَام قِيَامًا فِي قَوْله تَعَالَى: " إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاة " [الْمَائِدَة: 6]. وَيَدُلّ عَلَيْهِ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ: " يُرْجَعُونَ " عَلَى الْبِنَاء لِلْمَفْعُولِ ; ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيّ.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 11:56]ـ
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ العذاب الأدنى دُونَ العذاب الأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
(العذاب الأدنى)
قال العلامة أبو بكر الجزائري: {من العذاب الأدنى} أي عذاب الدنيا من مصاب القحط والجدب والقتل والأسر.
قال عبد الله بن مسعود: (العذاب الأدنى) ما أصابهم من القتل والسبي يوم بدر. وكذا قال مالك، عن زيد بن أسلم.
قال ابن عباس: يعني (بالعذاب الأدنى) مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه.
ووجدت أكثر المفسرين يقولون بالعذاب الأدنى بالمصائب في الدنيا , وبعضهم فسّرها بعذاب القبر وبتفاسير اخرى.
(العذاب الأكبر) قال العلامة أبو بكر الجزائري: العذاب الأكبر: هو عذاب الآخرة في نار جهنم.
قال مجاهد: (دونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) يوم القيامة في الآخرة.
قال ابن زيد: في قوله (دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: عذاب الآخرة.
(لعلهم يرجعون)
قال العلامة أبو بكر الجزائري: {لعلهم يرجعون} أي يصيبهم بالمصائب في الدنيا رجاء أن يؤمنوا ويوحدوا.
قال عبد الله بن مسعود: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لعلهم يتوبون. قاله أبو العالية وقتادة.
قال ابن عباس: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: عن كفرهم فيتوبوا.
قال البغوي: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: إلى الإيمان، يعني من بقي منهم بعد بدر وبعد القحط.
(المعنى الإجمالي)
قال نخبة من العلماء: ولنذيقن هؤلاء الفاسقين المكذبين من العذاب الأدنى من البلاء والمحن والمصائب في الدنيا قبل العذاب الأكبر يوم القيامة، حيث يُعذَّبون في نار جهنم؛ لعلهم يرجعون ويتوبون من ذنوبهم.
قال العلامة السعدي _ رحمه الله _: ولما كانت الإذاقة من العذاب الأدنى في الدنيا، قد لا يتصل بها الموت، فأخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك لعلهم يرجعون إليه ويتوبون من ذنوبهم كما قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
قال الشيخ ابراهيم القطّان: ان الله تعالى لا يحب ان يعذب عباده اذا لم يستحقوا العذاب، وهو يقسِم هنا بأنه سوف يعذّبهم في الدنيا لعلهم يتوبون وتستيقظ فطرتهم، أما اذا أصرّوا على الكفر والعناد فإن العذاب الاكبر ينتظرهم يوم القيامة.
¥