وهذا من الرحمة ونشر كلمة التوحيد بمقتضاها أى بما أدت إليه من حسن العمل والعشرة ومن نفس الباب حسن جوار الكافر والدفاع عن المظلوم وكل صور المعاملة بالمعروف للتأليف والدعوة إلى الكلمة السواء، وهى التوحيد.

لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين َ.

ومن رحمته التى وضعها فينا وألزمنا بها إجارة المشرك - حتى يسمع كلام الله.

أيضاً من رحمته تأكيد ماجاء به رسله بإشارات فردية أى للكافر بعينه إن شاء الله منها إجابة دعاء المضطر

أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّو?ءَ

الله

ففى تلك اللحظة المضطر يخلص ولكن ينتكس بعدها على عقبيه كما قال الله تعالى: فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ

لذا فى الآخرة لا يُستجاب لهم وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ لأن الفرصة مرّت والإمهال إنتهى ولم يحقق الكافر واجبه (التوحيد) فليس له عند الله حق.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(ولو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة: لم ييأس من الجنة. ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب: لم يأمن من النار).

ولكن الكافر يأس من الجنة والنار والبعث والحساب.

يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم من اليهود قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور

وكذلك الإيمان درجات كلما زاد فى القلب زاد الوجل من عقاب الله مع الرجاء فتكثر الأعمال الصالحة.

وهذا معنى قوله: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ محمَّداً عبده ورسُولُه وَأنَ عِيسى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وكلمتُه ألقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه والجَنَّةَ حقٌّ والنَّارَ حقٌّ أدخله الله الجَنة على ما كان من العمل "

لذا فالكافر لم يؤمن بكلمة التوحيد ولا بالجنة والنار والبعث والحساب فحُرمت عليه الجنة فكيف يكفر بها وبمن خلقها ومن بشّر بها ويأمل فى العيش فيها!

لذا رحمته تعالى غلبت وسبقت غضبه ,

فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ

إيمان عبد الفتاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015