ويعتقد أهل السنة أن المؤمن وإن أذنب ذنوبا كثيرة صغائر وكبائر، فإنه لا يُكَفَّرُ بها، وإن خرج عن الدنيا غير تائب منها، ومات على التوحيد والإخلاص، فإن أمره إلى الله -عز وجل- إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانما غير مبتلى بالنار ولا معاقَب على ما ارتكبه واكتسبه، ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار، وإن شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار، وإذا عذبه لم يخلده فيها، بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار.

أى يقع فى خطر المشيئة إما عفو بغير عذاب وإما عقاب بعده الجنة ...

إذا الفيصل فى ذلك التوحيد ...

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ

إذاً:

حق الله على عباده: الإيمان به وبصفاته وأسمائه وتوحيده وعدم الشرك به وحبه واتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان برسله بإختصار بعد توحيده > إتباع ما جاء به رسول كل أمة وهذا ملمح فى قوله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة إلى جانب ملامح أخرى منها تكفير تارك الصلاة.

نأتى لقوله (ص):

أن لا يعذبهم

والمراد هنا عذاب الخلود فى النار ويتضح هذا من اسم الباب

الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا

أسئلة عديدة يطرحها الغير مسلم

هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟

هل من قال كلمة التوحيد فى آخر عمره يدخل الجنة على ماكان منه من كفر وجحد وعلى ما سيكون من إيمان بغير عمل؟

هل يكفى إيمان القلب وعدم نطق الشهادة؟

الجواب:

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما عن إسمعيل بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا ابن علية عن خالد قال حدثني الوليد بن مسلم عن حمران عن عثمان قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة

باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا كتاب الإيمان صحيح مسلم

من الشرح:

ومذهب أهل السنة أن المعرقة مرتبطة بالشهادتين لا تنفع إحداهما ولا تنجي من النار دون الأخرى إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها , بل اخترمته المنية

إذا مذهب السنة أن التوحيد يتحقق بالقلب ويصدقه القول والعمل بالجوارح ولا يكفى القلب وحده ..

لكن هب أن كافراً أسلم وقت الإحتضار ولم يعمل بأى عمل؟!

تقبل توبته مالم يغرغر

الله أكبر

ويثبت هذا ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبى طالب عند موته قبل (الغرغرة)

يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله. رواه البخاري ومسلم.

إذا المحك فى >>> التوحيد والعمل بحسب مايقدره الله فهذا أسلم ومات وهذا أسلم وقال الشهادة بقلبه ولم يسعفه لسانه ومرضه.

وهذا نجده فى رواية أقتطف منها:

وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.

لا إله إلا الله

ونأتى للسؤال:

هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟

وأى تكافؤ وأى عدل أكثر من هذا

هذا العذاب والخلود غضب بعد رحمة وإمهال

حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي

قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب

سنن الترمذى، وفى البخارى

أن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه أن رحمتى سبقت غضبى.

رحمة الله بالكافر وصور إمهاله له:

فألزم الله نفسه بإمهال الكافر والمذنب وهذه رحمة،

وألزم نفسه بقبول التوبة والإسلام ولو قبل الغرغرة وهذه رحمة،

وألزم نفسه بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين وهذه رحمة،

ومن مظاهر رحمته أيضاً ماألزمنا به نحن كمن قال كلمة التوحيد وصدق بها لمن كفر بها

من حسن المعاشرة وصلة رحم الأهل والإحسان إليهم ولو كفروا

عن أسماء بنت أبي بكررضي الله عنهما، قالت: قدمت عليَّ أمي، وهي مشركة في عهد قريشٍ إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إنّ أمي قدمت عليَّ وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: " نعم، صليها.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015