" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
تجمع بين مشيئة الله ومشيئة العبد
فالله لا يغير مابعباده من نعم وكذلك نقم إلا إذا غيروا ما بأنفسهم من طاعة لمعصية أو العكس
يقول الطبرى:
القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} يقول تعالى ذكره: وأخذنا هؤلاء الذين كفروا بآياتنا من مشركي قريش ببدر بذنوبهم وفعلنا ذلك بهم , بأنهم غيروا ما أنعم الله عليهم به من ابتعاثه رسوله منهم وبين أظهرهم , بإخراجهم إياه من بينهم وتكذيبهم له وحربهم إياه ; فغيرنا نعمتنا عليهم بإهلاكنا إياهم ,
تذكر **
" ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبا "
روايات مهمة **
حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب
سئل عن هذه الآية
" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ "
فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله ربه الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله ربه النار
ببساطة
من كلمة خلقت نستشعر بمشيئة الله
ومن كلمة يعملون نستشعر بمشيئة العبد
من الشرح الأول فى بداية المجموعة نقول:
من الناس من قدّر الله أن يكونوا مؤمنين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بمشيئتهم عمل أهل الجنة فدخلوها
ومن الناس من شاء الله أن يكونوا كافرين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بشميئتهم عمل أهل النار فدخلوها
لا يوجد عبد مجبور على فعل معين بل مشيئته خاضعة لمشيئة الله من علم وخلق القدرة والإختيار أى السماح بالقدرة فى الإختيار (أى االتكليف).
الاّن تفهم معى معنى
" إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ "
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
وأخرج البخارى ومسلم:
" إن العبد ليعمل عمل أهل النار، وإنه من أهل الجنة. ويعمل عمل أهل الجنة، وإنه من أهل النار، وإنما الأعمال بالخواتيم "
ييسر تلك الرواية فهمنا لتلك
581 - إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل النار فإذا كان قبل موته بحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته بحول فيعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها.
نأتى الاّن لمعنى خلق العبد للجنة
قلنا أن الله تعالى شاء أن يكون له عباد وشاء أن يكون لهم - أرجو التركيز جيداً -قدرة وإختيار، القدرة والإختيار من خلق الله لا العبد بمثابة أدوات يستخدمها حيث شاء لذا إذا خلق الله عبدا فاختار بالأدوات التى وهبها الله له الخير استعمله الله للخير ليكون من أهل الجنة. لذا يقال خلق فلان للجنة.
وإذا خلقه الله واستعمل أدوات الفعل فى الشر فهو من أهل النار فيتركه يعمل بعمل أهل النار لا يوقفه ولا يهديه جبراً لأنه تعالى شاء من البداية أن يكون عباده مخيرين فى أفعال الخير والشر
نأتى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
¥