{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}

لذا فمن العدل ومن حكمة الله خلق الدنيا وخلق الإنس وأنزل التكليف بالرسالات

{فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ}

جاء فى تفسير ابن كثير

يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا من باب التهديد والوعيد الشديد

ويتشدق الكثير بكلمة تهديد ووعيد التى جاءت فى التفسير دون تدبر للقراّن الكريم فدعونى أشرح بتبسيط كالعادة.

أنزل الله رسالات وبين باّيات ووضع الحجة والبرهان فى كتبه السماوية

فمن شاء الله جعله مؤمناً ومشيئته بتثبيته على يقينه بما جاءه واّمن به

ومن شاء الله جعله كافراً باتباعه هواه وتكذيبه للبلاغ المبين فيمده الله فى طغيانه

انظر باقى الاّية

{إِنَّا أَعْتَدْنَا للظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}

هنا يظهر معنى الوعيد فى التفسير فمن اتبع هواه وضل عن السبيل شاء الله بعلمه المسبق أنه سيكفر شاء له وقدر له نار بالوصف الذى جاء فى الاّية

ودليل ذلك الشرح كلمة (للظالمين) فهم ظلموا فاستحقوا العذاب

{اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين}

لمن تبعك منهم

بالتوفيق بين الاّيات تظهر أن مشيئة الله مشيئة علم

ومشيئة الكافر مشيئة إختيار

جاء فى تفسير ابن كثير

عن ابن عباس" إن الذين كفروا " أي بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " أي إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق وقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك

ويحتمل أن يكون لا يؤمنون خبرا لأن تقديره إن الذين كفروا لا يؤمنون ويكون قوله تعالى " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم" جملة معترضة والله أعلم.

وفى تفسير الجلالين جملة جدا مفيدة

وقيل: خبر " إن " " سواء " وما بعده يقوم مقام الصلة , قاله ابن كيسان. وقال محمد بن يزيد: " سواء " رفع بالابتداء , " أأنذرتهم أم لم تنذرهم " الخبر , والجملة خبر " إن ". قال النحاس: أي إنهم تبالهوا فلم تغن فيهم النذارة شيئا

تبالهوا أيضا تظهر معنى اتباع الهوى ودحض الحجج بالسفيه لا بالبرهان والدليل مجرد تكذيب لاتباع شهوات وتمسك بإرث الأباء والأجداد

فى المقدمة تحدثت عن اتباع الهوى فهم اتبعوا هواهم فضلوا عن السبيل رغم النذر والاّيات ووقع هذا فى علم الله فحق عليهم العذاب واطلعنا الله على جزء من غيبه وهو دخولهم النار بتلك الاّيات

وقوله تعالى " لقد حق القول على أكثرهم " قال ابن جرير لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون " فهم لا يؤمنون " بالله ولا يصدقون رسله.

أقول

حتم عليهم أنهم لايؤمنون حتمية علم. فحق عليهم عذابه والدليل قوله لايؤمنون بالله ولايصدقون أى يكذبون رساله اختياراً لا إجباراً.

سيأتى فى المجموعات القادمة شرح مفصل لمعنى المشيئة الإلهية فى القراّن

أضع اّية تنهى هذه المجموعة.

{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}

جاء فى تفسير ابن كثير ماينهى هذا اللبس الخاص بالمشيئة ويقتلعه من جذوره

أي كذبوا بالحق إذ جاءهم واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم وقوله " وكل أمر مستقر " قال قتادة معناه أن الخير واقع بأهل الخير والشر واقع بأهل الشر

انتهى.

يأتى

**البلاغ المبين

والحجة الساطعة ببرهان واّيات

وما المقابل من الكافر بتلك الاّيات؟

تطير، تكذيب،قتل، بدون حجة وبرهان وسماع

{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}

{قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ}

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015