* قال الشيخ عطية صقر: (اختلف العلماء في جواز كتابة بعض آيات من القرآن أو أسماء الله لتكون تمائم، فقالت طائفة بجوازه، ونسبوا هذا إلى عمرو بن العاص وأبي جعفر الباقر، ورواية عن الإمام وقالت طائفة بمنعه، لحديث أحمد: " من علق تميمة 000 " 0

وجزم كثير من العلماء بقول الطائفة الأخيرة، لعموم النص، وسدّاً للذريعة حتى لا يكبر الصغار وهم يعتقدون أن التمائم هي التي تشفي وتحفظ دون إرادة الله، يراجع تفسير القرطبي جزء 10 ص 318) (منبر الإسلام – العدد 10 السنة 45، شوال 1407 هـ – يونيه 1987 م – ص 139) 0

* قال الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان – حفظه الله -: (والحق فيما يظهر مع المحرم، لعموم الأدلة في تسمية التمائم شركا فلم تفرق بين ما كان من القرآن وبين ما كان من غيره، ولما في إجازتها من فتح الباب أمام النوع المتفق على تحريمه فللذرائع حكم ما هي وسيلة إليه فتكون محرمة كالتمائم من غير القرآن، ولما فيها من تعلق القلب عليها، ومن كان هذا حاله حق عليه أن يوكل إلى ما تعلق به، ولما في ذلك من تعريض القرآن للإهانة حال النوم ودخول الخلاء، وتعريضها للعرق والأوساخ وغير ذلك من الأمور التي ينزه عنها القرآن، ولأنها ذريعة الدجالين والمشعوذين لعمل التمائم الشركية بدعوى أنها من القرآن 0 قال إبراهيم النخعي: " كانوا يكرهون التمائم كلها، من القرآن وغير القرآن ") (المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية – ص 151) 0

* محاذير استخدام التمائم المكتوبة من الكتاب والسنة:

أ - إن كتاب الله نزل برسالة سامية تؤصل في منهجها ومضمونها الاعتقاد الراسخ الصحيح أولا ومن ثم ترسخ قواعد التعامل ما بين العبد وربه، وما بين البشر بعضهم ببعض، ولم يكن الهدف مطلقا من هذا الكتاب العظيم أن يعلق على الصدور أو البيوت ونحوه، بل تنزل للحفظ والفهم والتدبر والعمل بمقتضاه، ولنا في صحابته صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، قال ابن كثير - رحمه الله -: (قال الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود -رضي الله عنه – قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن 0 وقال أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعا) (تفسير القرآن العظيم – 1/ 4) 0

ب - يخشى من التعلق بتلك التمائم والاعتقاد أن بها جلب منفعة أو دفع مضرة، دون الاعتقاد بالله سبحانه وتعالى 0

ج - عدم الدخول بهذه التمائم إلى أماكن الخلاء، كما أفتى بذلك العلماء الأجلاء - حفظهم الله -، وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الدخول بالمصحف للخلاء فأجابت: (حمل المصحف بالجيب جائز، ولا يجوز أن يدخل الشخص الحمام ومعه مصحف بل يجعل المصحف في مكان لائق به تعظيما لكتاب الله واحتراما له، لكن إذا اضطر إلى الدخول به خوفا من أن يسرق إذا تركه خارجا جاز له الدخول به للضرورة) (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – 4/ 40) 0

قلت: فالحاصل أن الراجح بل الصحيح من أقوال أهل العلم عدم جواز تعليق التمائم، وإن كانت من كتاب الله أو من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأسباب ثلاث، الأول منها: عموم الأدلة ولا مخصص لها، والثاني: سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك، والثالث: أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حالة قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015