ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 01:19]ـ

الشيخ حفظه الله يحذر من التكلف في علم التجويد الذي يؤول بصاحبه إلى التلحين والتشبه بالفساق

فنظراً لانتشار التكلف في أحكام التجويد في عصرنا انتشاراً مخيفاً، حتى صرفت فيه جهود خيرة أبناء المسلمين وأوقاتهم، وحتى آل الأمر إلى التطريب والتلحين والتشبه بالفساق في ألحانهم وفسقهم، وحتى اقترب الأمر من اتخاذ آيات الله هزوا، وأصابنا ما أصاب أهل الكتابين قبلنا

لذا أحب التنبيه على سنة السابقين الأولين ومن تبعهم بإحسان

لذا وجب التنبيه على سنة السابقين الأولين في ذلك حتى نتبعهم بإحسان.

يؤكد الشيخ وفقه الله ان التكلف في علم التجويد يكون على حساب التدبر ولاشك في ذلك لمن صدق مع نفسه ومع الناس.

إن من المتيقن أن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه، فإذا صرف قلبه للتنطع في إقامة اللفظ كان ذلك على حساب التدبر للمعاني الذي من أجله أنزل القرآن

وقد أدركنا وسمعنا أقواماً من حذاق أهل التجويد قد اعترفوا بأنهم لا يستطيعون التدبر إن أرادوا القيام بكل القواعد المتكلفة في التجويد.

يبين الشيخ طريقة السلف غير المتكلفة ويؤكد حصول التواتر وينفي التواتر عن القراءات المحدثة وان نسبتها لأئمة القراءات لا تصح وقد بيّن ذلك الأخ (من صاحب النقب) جزاه الله خيراً.

وإن الذي لا نشك فيه أن الصحابة كانوا يقرأون القرآن على سجيتهم وطبيعتهم دون لحن ولا تكلف، كما هي قراءة العلماء الراسخين الذين أدركناهم، وكما تواترت عليه أمة محمد عليه الصلاة والسلام جيلاً إثر جيل، وتواترها هذا أقوى من الصفات التي يأخذها القراء ويزعمون أنها متواترة.

انكار الأئمة ليس على القراءات وإنما على ما فيها من باطل فهم أئمة حق ولا يسكتون على الباطل فرحمهم الله وجزاهم عنا خيراً.

وقد أنكر الشافعي والإمام أحمد قراءة حمزة لما فيها من الإمالة وغيرها،قال ابن هانئ في مسائله برقم (1953 - 1954) سألت أبا عبدالله-يعني الإمام أحمد- قلت: نصلي خلف من يقرأ قراءة حمزة؟ قال إن كان رجلاً يقبل منك فانهه، قال أبو عبدالله: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: لو صليت خلف من يقرأ قراءة حمزة أعدت الصلاة.

وهذا تأكيد لموضوع الشيخ من كلام ابن قتيبة فهل سيقول هذا الأخ أو ذاك أن ابن قتيبة يحارب علم التجويد؟!

وأنكر العلماء في كل العصور صرف الأوقات في المبالغة في التجويد وعدوه من تأثير الأعاجم على المسلمين، ومن ذلك ما يلي:

قال ابن قتيبة: "قد كان الناس يقرءون القرآن بلغاتهم دون تكلف، ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء الأعاجم فهفوا وضلوا وأضلوا، وأما ما اقتضته طبيعة القارئ من غير تكلف فهو الذي كان السلف يفعلونه، وهوالتغني الممدوح".

وهذه نصيحة لمن أراد الحق وترك الغلو

والتغني الممدوح هو ما تقتضيه الطبيعة، وتسمح به القريحة، من غير تكلف ولا تمرين وتعليم، بل إذا خلي وطبعه استرسلت طبيعته بفضل تزيين وتحسين، ............. ، لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس بالوسوسة في خروج الحروف وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط، وشغله بالوصل والفصل، والإضجاع والإرجاع والتطريب، وغير ذلك، مما هو مفض إلى تغيير كتاب الله، والتلاعب به، حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته.

وهذه أقوال أهل العلم فلله درهم وعلى الله أجرهم

وقال الذهبي: "القراء المُجوّدة فيهم تنطع وتحرير زائد، يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف، والتنطع في تجويدها، بحيث يشغله ذلك عن تدبر كتاب الله، ويصرفه عن الخشوع في التلاوة حتى ذُكر أنهم ينظرون إلى حفاظ كتاب الله بعين المقت."

وقال الحافظ: "ما كان طبيعة وسجية كان محموداً، وما كان تكلفاً وتصنعاً فهو مذموم، وهو الذي كرهه السلف وعابوه، ومن تأمل أحوالهم علم أنهم بريئون من التصنع، والقراءة بالألحان المخترعة، بخلاف التحسين الطبيعي فقد ندب إليه صلى الله عليه وسلم" (انظر: حاشية ابن قاسم على الروض المربع فقد جمع كثيراً من هذه النقول،2/ 208).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015