وقال: «وأرى أن هذا أمر لا بد منه، أن يستفيد المتأخر من المتقدم من أهل العلم، ولا يغتر بما عنده؛ كما عليه كثير من الناشئين اليوم! ومن نافلة القول أن أذكر الشرط في ذلك، وهو ما لم يظهر خطؤه». [«السلسلة الضعيفة» (14/ 336)]

وقال: «فالعجب مِن بعض المشتغلين بهذا العلم في العصر الحاضر، من الذين لا يعبأون باجتهادات الحفاظ الذين سبقونا في هذا المجال، وتعقيباتهم على بعض الحفاظ المتقدمين، وبخاصة من كان معروفاً بالتساهل فى التوثيق كابن حبان مثلاً! فقد رأيت اتفاق رأي الحافظ ابن حجر مع الذين حكموا بجهالة (أبي سليمان الليثي)، وترجيحه لضعف الراوي عنه، مع هذا كله ترى الأخ الداراني في تعليقه على «موارد الظمآن» (8/ 100) يعرض عن ذلك كله، ويقول: «إسناده حسن»! تقليداً لابن حبان! الذي لا يكاد يخالفه في توثيقه للمجهولين والضعفاء إلا فيما ندر!». [«السلسلة الضعيفة» (14/ 321)]

وقال: «فالعلة إذن هو ابن عقيل الذي دارت عليه الطرق؛ فإنه مختلف فيه (2) - كما في «الفتح» (10/ 10) - والذي استقر عليه رأي الحفاظ المتأخرين هو تسليك حديثه وتحسينه ... ». [«السلسة الضعيفة» (13/ 1035)]

وقال عن (شهر بن حوشب): «اختلفت فيه أقوال الحفاظ المتقدمين منهم والمتأخرين، وغاية ما قيل في حديثه أنه حسن؛ وذلك يعني: أن في حفظه ضعفاً، وذلك مما صرح به مَن جرحه – كأبي حاتم وابن عدي وغيرهما -، وهو الراجح الذي دل عليه تتبع أحاديث ... ». [«السلسلة الضعيفة» (14/ 769)]

وقال عن (سعيد بن زكريا المدائني أبو عمر، أو أبو عمرو): «وهذا هو الذي يصدق عليه قول الهيثمي المتقدم: «اختلف في ثقته وجرحه»؛ فقد ذكروا في ترجمته نحو عشرة أقوال متضاربة: ما بين موثق، ومضعف، ومتوسط، ولعل أقربها ما رواه الأثرم عن الإمام أحمد قال: «كتبنا عنه، ثم تركناه. فقلت له: لم؟ قال: لم يكن به - أرى - في نفسه بأس، ولكن لم يكن صاحب حديث».

وهذا جرح مفسر؛ فمثله قد يحسن حديثه؛ إن وجد له شاهد أو متابع .... ». [«السلسلة الضعيفة» (14/ 988)]

والأمثلة على الاختلاف في الحكم على الرواة مشهورة ومعلومة، وما ذكرناه إلا نتفاً يسيرة مِن ذلك.

والحمد لله ربّ العالمين.

ــــــــــ

(1) هل سيرجع المعلقُ على «المختصر» كما رجعَ الشيخ؟

(2) الرواة المختلف فيهم كثرٌ جداً بين أئمة المتقدمين -أنفسهم-، فضلاً عن اختلافهم في تصحيح أو تضعيف حديث –ما-، فما مَخْرَجُ القوم مِن هذه الورطة؟!

ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 03:20]ـ

الإنصاف عزيز.

وإياك أعني فاهمي يا جارة.

ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - صلى الله عليه وسلمpr-2008, مساء 11:15]ـ

هذه بعض التعقيبات على الوقفات المذكورة:

أولاً/ سبق تنبيهك مراراً إلى البعد عن أسلوب الغمز في إخوانك المسلمين، فكيف إذا تناول الغمز

أحد العلماء! لكن من شبَّ على شيء شاب عليه

ثانياً/ الإكثار من التعجبات أصبح سمة عليك في المجلس العلمي، وهو قبل ذلك سمةٌ على من تنقل مقالات أحياناً

ثالثاً/ لا بأس بالاستدراك على الشيخ التخيفي -رفع الله قدره- أو غيره من أهل العلم، والاستدراك

عليهم لا يحط من أقدارهم، ولا يؤثر على مكانتهم

إلا أنَّ المهمَّ أن يكون الاستدراكُ عليهم بعلم وأدب، ومن الأدب التماسُ العذر لهم فيما أخطؤوا فيه

وأم التشنيع عليهم والغمز فيهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة= فهو من أساليب السَّفَلة

وكم كتبت من استدراكات على الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله- وقيّدتها على كتبه، ولم يكن هذا

حاطاً من مكانته في قلبي، ولم أسجل كلمة تحط من قدره -رحمه الله- وما يكون لي أن أفعل هذا

رابعاً/ استدراكك على الشيخ عبدالعزيز التخيفي في محلِّه، وأحسنت في هذا

لكنك أسأت في طريقتك، وفي أسلوب الاستدراك، وفي طريقة الغمز التي استعملتَها

ووقوع الشيخ في هذا الخطأ أو غيره لا يقتضي منك هذا، ولا يخفى عليك أنَّ جمعاً من أهل العلم ذكروا هذا اللفظ في كتبهم، فهل يلحقهم اللوم والغمز المضمَّن في كلامك!!

ومن هؤءلا الذين أوردوا الحديث بلفظ: (خير القرون ... ) ابن بطال وابن تيمية وابن كثير وابن رجب وابن حجر وغيرهم كثير

فالمسألة لا تحتمل كل الكلام المذكور، مع أهمية الاستدراك والتنبيه عليه، لكن قد جعل الله لكل شيء قدراً

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015