ـ[هيا]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 03:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت نقل لكم هذه الدروس النافعة للفائدة
راجية من الله سبحانه ان يتقبل عملي هذا ويجعله في ميزان حسناتي
اللهم آمين يارب
****************************** ****************
نص الدرس
شرح عمدة الأحكام ح 1 - في النية وما يتعلق بها
حديث عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
1= هذا حديث عظيم
ولذا فإن العلماء يُصدّرون به مصنفاتهم كما فعل الإمام البخاري.
وقيل في تعليل ذلك: لم يقصد البخاري بإيراده سوى بيان حسن نيته فيه في هذا التأليف.
قال عبد الرحمن بن مهدي: لو صنفتُ كتابا في الأبواب لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب. وقال: من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ.
قال ابن رجب: وهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها، فرُويَ عن الشافعي أنه قال: هذا الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين بابا من الفقه. وعن الإمام أحمد رضي الله عنه قال: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث:
حديث عمر " إنما الأعمال بالنيات "، وحديث عائشة " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، وحديث النعمان بن بشير " الحلال بيّن والحرام بيّن ".
2= تعريف النية: النيّة في اللغة هي القصد والإرادة.
3=فائدة النيّة:
تمييز العبادات بعضها عن بعض
وتمييز العبادات عن العادات
فالأول مثل تمييز صلاة الظهر عن صلاة العصر، وتمييز صلاة النافلة عن صلاة الفريضة.
وكتمييز صوم رمضان عن صوم النافلة.
والثاني مثل تمييز غُسل الجنابة عن غُسل التطهّر والتّبرّد.
وقد قيل:
بصلاح النيّات تُصبح العادات عبادات
وبفساد النيّات تُصبح العبادات عادات
فالعادات من أكل وشُرب ونوم ونحو ذلك إذا صلحت فيها النيّة أصبحت عبادات، إذ الوسائل لها أحكام المقاصد.
والعبادات إذا فسدت فيها النيّات أو غاب عن صاحبها استحضارها ولم يرد عليه الاحتساب كانت أعماله عادات أو كالعادات. لا قيمة لها ولا روح.
4=وضابط حصول النيّة وترتّب الأجر عليها ما قاله ابن المُلقِّن حيث قال: والضابط لحصول النيّة أنه متى قصد بالعمل امتثال أمر الشرع، وبتركه الانتهاء بنهي الشرع، كانت حاصلة مُثاباً عليها، وإلا فلا، وإن لم يقصد ذلك كان عملاً بهيمياً، ولذا قال بعض السلف: الأعمال البهيمية ما عُملت بغير نيّة. انتهى.
5 =وضابط حصول الأجر من عدمِه أن تكون الحسنة أو السيئة همّاً عند العبد، كما في حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك؛ فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. متفق عليه.
6 =وإذا صلحت النيّة فربما بلغ العبد منازل الأبرار، وتَسَنّم المراتب العُلى بحسن نيّته.
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إنما الدنيا لأربعة نفر:
عبد رزقه الله عز وجل مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله عز وجل فيه حقه. قال: فهذا بأفضل المنازل.
قال: وعبد رزقه الله عز وجل علما ولم يرزقه مالا قال فهو يقول: لو كان لي مال عملت بعمل فلان قال فاجرهما سواء.
قال: وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه عز وجل ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقه فهذا بأخبث المنازل.
قال: وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو كان لي مال لعملت بعمل فلان. قال: هي نيته فوزرهما فيه سواء. رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما، وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
¥