فقد وفقني اللهُ تعالى لقراءة كتاب " الأنوار الكاشفة لما في كتاب (أضواء على السنة) من الزلل و التضليل و المجازفة " للشيخ العلامة المحقق عبد الرحمن بن يحيى المُعَلِّمي اليماني – رحمه الله تعالى -، فوجدتُه كتابًا قيّمًا حوى دُرَرًا نفيسة جدًا، و حوى تقريراتٍ و تأصيلاتٍ فريدة في علم الحديث، و هذا هو شأن كلِّ كتب العلامة المعلمي، و كنتُ قيدتُ كثيرًا من تلك الفوائد في بعضِ كُناشاتي فرأيتُ الآن أن أنفع إخواني بها، و أنا أدعو نفسي و إياهم إلى الاعتماد على كتب العلامة المعلمي فإنه إمام من أئمة هذا الشأن رزقه الله تعالى فهمًا ثاقبًا و ذهنًا وقادًا و إخلاصًا فيما يظهر لنا فترى كتبَه سهلةَ العبارة خاليةً من الحشو غزيرةَ الفوائد لا يمل الناظر فيها فرحمه الله رحمة واسعة.
و هذه الفوائد التي بين يديك – أخي القاريء – فوائد لا ينبغي أن يجهلها المتصدر للعناية بهذا الفن، لكن عمت البلوى هذه الأيام فتجد كثيرًا من طلاب العلم يستدرك على أئمة الحديث أمورًا بدهية يعرفها حفاظ البيقونية، و سبب ذلك هو الجهل بطريقتهم في التعليل، بل الجهل بعلم العلل من أساسه، فصار الأمر كما قيل:
و كم مِنْ عائبٍ قولا صحيحًا و آفتُه من الفهم السقيمِ
فالله المستعان.
و نصيحة العبد الفقير لإخوانه طلاب العلم أن يعرفوا لأولئك القوم مكانتهم، و أن يسيروا على سَنَنهم، و أن يطالعوا كتبَ العلامة المعلمي و كتبَ العلامة المجاهد الزاهد مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله تعالى -.
و ها هي ذي الفوائد بين يديك - أخي القاريء - وضعتُ لكل فائدة عنوانًا لتتم الفائدة، و قد كتبت بين يديها تعريفا موجزًا بكتاب " الأنوار الكاشفة "، أسأل اللهَ تعالى أن يرحم العلامة المعلميَّ و أن يسكنه فسيح جناته، إنه ولي التوفيق.
تعريف بكتاب " الأنوار الكاشفة "
كتاب صنفه العلامة المحدث عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ثم المكي – رحمه الله تعالى – ردًا على كتاب محمود أبي رية المصري المسمى: " أضواء على السنة "، و قد كان محمود أبو رية تعرض للسنة النبوية و حاول التشكيك في ثبوتها جملة عبر شبه بثها في كتابه المذكور، و تعرض فيه للطعن على الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، فكشف الشيخ المعلمي عن فساد تلك الشبه و فندها تفنيدًا علميًا فريدًا بأسلوبه الرائع الذي عرف به، فجزاه الله تعالى خيرًا. و اسم كتاب المعلمي: " الأنوار الكاشفة لما في كتاب (أضواء على السنة) من الزلل و التضليل و المجازفة "، مطبوع في مجلد لطيف.
1 - نقدُ المتون عند أئمة الحديث:
قال ص 6 – 7: ((و لكن هل راعوا – يعني أئمة الحديث – العقلَ في قبول الحديث و تصحيحه؟
أقول: نعم، راعوا ذلك في أربعة مواطن:
- عند السماع.
- و عند التحديث.
- و عند الحكم على الرواة.
- و عند الحكم على الأحاديث.
فالمُتثبتون إذا سمعوا خبرًا تمتنع صحتُه أو تبعد لم يكتبوه و لم يحفظوه، فإن حفظوه لم يحدثوا به، فإن ظهرت مصلحةٌ لذكره ذكروه مع القدح فيه و في الراوي الذي عليه تبعته.
قال الإمام الشافعيُّ في " الرسالة " ص 399: (و ذلك أن يستدل على الصدق و الكذب فيه بأن يحدث المحدث ما لا يجوز أن يكون مثله أو ما يخالفه ما هو أثبت و أكثر دلالات بالصدق منه).
و قال الخطيب في " الكفاية في علم الرواية " ص 429: (باب وجوب إخراج المنكر و المستحيل من الأحاديث).
و في الرواة جماعة يتسامحون عند السماع و عند التحديث، لكن الأئمة بالمرصاد للرواة؛ فلا تكاد تجد حديثا بيّن البطلان إلا وجدتَ في سنده واحدًا أو اثنين أو جماعة قد جرحهم الأئمة.)).
2 - معنى قول الأئمة " منكر" أو " باطل ":
قال ص 7: ((و الأئمة كثيرًا ما يجرحون الراوي بخبرٍ واحد منكر جاء به فضلا عن خبرين أو أكثر، و يقولون للخبر الذي تمتنع صحته أو تبعد: " منكر " أو " باطل "، و تجد ذلك كثيرًا في تراجم الضعفاء، و كتب العلل، و الموضوعات)).
و انظر الفائدة رقم (26) مما يأتي.
3 - تحسين المتأخرين:
قال ص 29: ((و تحسين المتأخرين فيه نظر)).
4 - إطلاق كلمة (حديث) على ما كان عن النبي صلى الله عليه وسلم اصطلاحٌ متأخر عن عصر الصحابة:
قال ص 39: ((و كلمةُ (حديث) بمعنى: كلام.
¥