ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 01:20]ـ
نعم! هذه هي الآية، وإنها لعَلاَمَةٌ وأيُّ علامة! فلا تَنْسَ الشرط!
تلك إذن كانت رسالة القرآن، وتلك كانت رسالة محمد عليه الصلاة والسلام!
فيا أتباع محمد e! يا شباب الإسلام! ويا كهوله وشيوخه! يا رجاله ونساءه! ألم يئن الأوان بعد لتجديد رسالة القرآن؟ ألم يئن الأوان بعد لتجديد عهد القرآن؟ وإنما قضية الأمة كل قضيتها ههنا: تجديد رسالة القرآن! (أَلَمْ يَانِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ؟ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الاَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)؟! (الحديد:16)
فيا أيها الأحباب! لنعد إلى مدرسة رسول الله e! لنعد إلى مدرسة القرآن! ومجالس القرآن! على منهج القرآن! صافية نقية! كما شهد عليها اللهُ جلَّ جلالُه في جيل القرآن، لا كما تلقيناها مشوهة من عصور الْمَوَاتِ في التاريخ!
من أجل هذا وذاك إذن؛ كانت هذه الورقات القليلة. غايتها بيان منهج الاشتغال بكتاب الله، وكيفية إعادة بناء الأنفس على وِزَانِه، وَوِفْقَ مقاييس تصميمه! فلا تتخذها مَشْغَلَةً لك عن القرآن العظيم! ولا حاجبةً لك عن مكنون دُرِّهِ الكريم! بل خذها آلةَ استبصارٍ فحسب! كسائر آلات فقه الدين، مستقاة من كتاب الله رأساً! فإنما هي آيات تربطك بآيات، على نوع من التدريج إلى خوض بحر القرآن! حتى إذا وصلتَ - أخي الحبيب – إلى الغاية، وحصل لك الإبصار بالآيات مُباشَرَةً، وبدأت تكتسب حقائق الإيمان مُشَاهَدَةً؛ فدع عنك هذه الوريقات وأمثالها جانبا! فما كان ليكون بين الله وعبده مِنْ وسيط! كيف لا؟ وقد قال لمن هو خيرٌ مني ومنك: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ. أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ. فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِيَ لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ!) (البقرة:186).
وإنما كتبنا ههنا ما كتبنا من كلمات؛ استجابةً لرغبةٍ ملحةٍ من بعض محبي القرآن العظيم، ورواد مجالسه العامرة؛ من بعدما صدر كتيبنا السابق: (بلاغ الرسالة القرآنية)؛ فكان له ما كان – بفضل الله – من الأثر في لفت الانتباه إلى منهج القرآن، ومدرسته الربانية العظيمة؛ فحدثت يقظة لدى بعض أهل الخير، نبهت أرواحهم إلى حياض الروح المتدفقة من شلال القرآن! فرغبوا مني كتابة ورقات قلائل، تشبه أن تكون (دليلا عمليا)؛ لمساعدة من لا خبرة له سابقة في تدارس القرآن وتدبره، وتشرح الخطوات المنهجية بصورة مبسطة، وسهلة؛ حتى يَعِيَها كلُّ قارئ ومستمع؛ رغبةً في تعميم الاشتغال بالقرآن، والرجوع إليه لتربية الفكر والوجدان، وتمتين نسيج المجتمع على مِنْسَجَةِ الإيمان. وكذلك كان، والله المستعان!
ولهذا فهي لا تعدو أن تكون جمعا لفقرات كتبتها من قبل، جمعتها من هنا وهناك (). وإنما الجديد فيها هنا هو أنها رُتِّبَتْ خطواتُها، وفُصِّلَتْ بصورة (تقنية) متدرجة، مع شروح وتوضيحات جديدة، قابلة للتصريف العملي في المجتمع بصورة تلقائية، مع إضافة بعض النصوص من كتاب الله وسنة رسوله e، مما فيه زيادة بيان للمنهج التطبيقي لإقامة (مجالس القرآن). ولذلك جاءت أشبه ما تكون بـ (الدليل المرشد) إلى مجالس القرآن الكريم. تلك هي الفكرة التي انبنت عليها ورقة هذا المشروع، فإن أصبتُ في منهج التدليل على التزود من كتاب الله؛ لتجديد الدين والإيمان فالحمد لله، وإن أخطأتُ فالغاية واضحة! وأستغفر الله! وإنما المقصود هو العودة إلى القرآن! وإنما الاجتهاد في منهج التوظيف والتنزيل! فلا يكن خطئي في منهج التوجيه والبيان صارفا لك عن حق اليقين، الذي هو هذا القرآن العظيم! (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء:9).
تلك غايتنا، والله ولينا، عليه وحده - جَلَّ وعَلا – توكلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير! (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفُُ رَّحِيم) (الحشر:10).
¥