ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 03:04]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تفسير سورة الملك

و تسمى سورة تبارك , و الواقية , و المنجية , و هي مكية و آياتها ثلاثون آية.

فضلها:

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غُفِر له " تبارك الذي بيده الملك ". صححه الألباني.

مجَّد الرب تعالى نفسه و عظمها و أثنى عليها بما هو أهله , و أخبر بأنه هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه , و لا يسأل عما يفعل لقهره و حكمته و عدله. فقال عز و جل:

(تبارك الذي بيده الملك و هو على كلّ شيء قدير) قال ابن جرير: أي تعاظم الذي بيده ملك الدنيا و الآخرة , و سلطانهما , نافذ فيهما أمره و قضاؤه , و هو على ما يشاء فعله ذو قدرة , لا يمنعه مانع , و لا يحول بينه و بينه عجز.

(الذي خلق الموت و الحياة) أي أوجد الموت و الحياة , فكل حيّ هو بالحياة التي خلق الله , و كل ميت هو بالموت الذي خلق الله , و هذا مظهر من مظاهر القدرة , أن يخلق الشيء و ضدّه.

لكن لماذا قدّم ذكر الموت على الحياة؟ قال العلماء: في ذلك سِرَّان – و الله أعلم بأسرار كلامه -: 1 – أن الله سبحانه و تعالى خلق الموت قبل الحياة , فالموت سبق الحياة , و العدم سبق الوجود , قال الله تعالى " كيف تكفرون بالله و كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " , و قال تعالى " هل أتى على الإنسان حين من الدَّهر لم يكن شيئا مذكورا , إنّا خلقنا الإنسان .. ". 2 – أن يُكثر الإنسان من ذكر الموت و أن يكون متعلقا بالموت أكثر من تعلقه بالحياة , و هذه وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم , حيث قال عليه الصلاة و السلام: " أكثروا ذكر هاذم اللذات " , يعني: الموت. قال الألباني: حسن صحيح. و جعل عليه الصلاة و السلام الإكثار من ذكر الموت عنوان العقل. سُئل عليه الصلاة و السلام: أيُّ المؤمنين أَكْيَس؟ قال: " أكثرهم للموت ذكرا , و أحسنهم لما بَعْدَهُ استعدادا , أولئك الأكياس " حسنه الألباني. قاله الشيخ عبد العظيم بدوي.

(ليبلوكم أيّكم أحسن عملا) أي: أحياكم ليختبركم و يمتحنكم أيكم خير عملا. و خير العمل و أحسنه أخلصه و أصوبه , أي أخلصه لله تعالى , و أصوبه أي: أدائه كما شرعه بلا زيادة و لا نقصان.

(و هو العزيز الغفور) و هو العزيز الذي له العزة كلها , التي قهر بها جميع الأشياء , و انقاد له المخلوقات. الغفور عن المسيئين و المقصرين و المذنبين , خصوصا إذا تابوا و أنابوا , فإنه يغفر ذنوبهم , و لو بلغت عنان السماء , و يستر عيوبهم , و لو كانت ملء الدنيا.

يتبع ....

ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 01:00]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تتمة تفسير سورة الملك

(الذي خلق سبع سماوات طباقا) أي سماء فوق سماء , لكن من غير مماسة , إذا ما بين كل سماء و أخرى هواء و فراغ مسيرة خمسمائة عام.

(ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوت) أي ليس في خلق الله تعالى نقص أو عيب أو خلل.

(فارجع البصر هل ترى من فُطور) أي: إن شككت , فكرر النظر إلى السماء و تأملها , هل ترى فيها عيبا أو نقصا أو خللا أو شقوق.

(ثم ارجع البصر كرتين) أي مرتين , مرة بعد مرة. و المراد بذلك كثرة التكرار , ابتغاء الخلل و الفساد و العبث.

(ينقلب إليك البصر خاسئا) يرجع إليك البصر ذليلا عاجزا عن أن يرى خللا أو عيبا , و لو حرصت غاية الحرص.

(و هو حسير) أي: كليل تعب , و قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرار , و لا يرى نقصا.

يتبع ...

ـ[حمد]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 03:53]ـ

جزاك الله خيراً.

(و من يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابا صعدا) أي: من أعرض عن ذكر الله , الذي هو كتابه , فلم يتبعه و ينقذ له , بل غفل عنه و لهي , فإنه سوف يعذب عذابا شاقا شديدا موجعا مؤلما.

للفائدة:

قال ابن عاشور في تفسيره:

والصّعَد: الشاق الغالِبُ، وكأنه جاءٍ من مصدر صَعد، كفرح إذا علا وارتفع، أي صَعِد على مفعوله وغلبه،

ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 02:33]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم

ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 01:59]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تتمة تفسير سورة الملك

(و لقد زيّنّا السّماء الدنيا بمصابيح) و لقد جمّلنا السماء التي ترونها – و هي الدانية من الأرض القريبة منها – بالنجوم و الكواكب التي وضعت فيها من السيارات و الثوابت , لأنه لولا ما فيها من النجوم و الكواكب لكان سقفا مظلما , لا حسن فيه و لا جمال. و سميت الكواكب و النجوم بمصابيح لإضاءتها. و كذلك الصبح , إنما قيل له صبح , للضوء الذي يضيء للناس من النهار.

(و جعلناها رجوما للشياطين) أي هذه النجوم و الكواكب جعلناها رجوما للشياطين ترجم بها الملائكة شياطين الجن الذين يريدون استراق السمع من كلام الملائكة – في السماء الدنيا – حتى لا يفتنوا الناس في الأرض عن دين الله عز وجل. و هذه الآية مثل قوله تعالى في سورة الصافات " إنّا زيّنّا السماء الدنيا بزينة الكواكب , و حفظا من كلّ شيطان مّارد , لا يسّمّعون إلى الملأ الأعلى و يقذفون من كلّ جانب , دُحورا و لهم عذاب واصب , إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ".

قال قتادة: إنما خلقت هذه النجوم لثلاث خصال: خلقها زينة للسماء , و رجوما للشياطين , و علامات يهتدى بها , فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه و أخطأ حظه , و أضاع نصيبه , و تكلف ما لا علم له به.

هذه الشهب التي ترمى من النجوم , أعدها الله في الدنيا للشياطين , أما في الآخرة فقد قال الله تعالى (و أعتدنا لهم عذاب السعير) أي: و هيأنا للشياطين – لأنهم تمردوا على الله , و أضلوا عباده – عذاب السعير يعذبون به يوم القيامة كسائر الكافرين من الإنس و الجن.

يتبع ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015