ـ[أسماء]ــــــــ[02 - عز وجلec-2008, مساء 06:41]ـ

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

جزاك الله عنا خير الجزاء .... جعله ربي في ميزان حسناتك

واصل بارك الله فيك

ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - عز وجلec-2008, مساء 09:08]ـ

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أحسن الله إليكم و بارك فيكم

ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - عز وجلec-2008, صباحاً 11:24]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تتمة تفسير سورة نوح ...

(قال نوح ربّ إنهم عصوني) أي: قال عليه السلام شاكيا لربه: إن هذا الكلام و الوعظ ما نجع فيهم و لا أفاد , فقد خالفوا أمري و ردُّوا عليّ ما دعوتهم إليه من الهدى و الرشاد.

(و اتّبعوا من لم يزده ماله و ولده إلاّ خسارا) و اتّبعوا كبراءهم و أغنياءهم و أهل الترف فيهم , أهل المال و الجاه , المعرضين عن الحق , الذين غرَّتهم أموالهم و أولادهم , فهلكوا بسببهما , و خسروا سعادة الدارين.

(و مكروا مكرا كُبّارا) أي: مكروا مكرا كبيرا بليغا بأتباعهم في تسويلهم لهم بأنهم على الحق و الهدى , كما يقولون لهم يوم القيام " بل مكر اللّيل و النّهار إذ تأمروننا أن نّكفر بالله و نجعل له أنداد ".

(و قالوا لا تذرن آلهتكم و لا تذرنّ ودًّا و لا سُوَاعا و لا يغوث و يعوق و نسرا) أي: قالوا لبعضهم البعض متواصين بالباطل , ألاّ تَدعوا عبادة آلهتكم , ثم سموا منها رؤساءها و هم خمسة: ود و سواع و يغوث و يعوق و نسر. قال ابن عباس: " و هي أسماء رجال صالحين من قوم نوح , فلمّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا , و سمُّوها بأسمائهم. ففعلوا , فلم تُعبد , حتّى إذا هلك أولئك , و تنسَّخ العلم عُبدت " رواه البخاري.

و قال ابن جرير: " كان من خبرهم - فيما بلغنا - من محمد بن قيس قال: كانوا قوما صالحين من بني آدم , و كان لهم أتباع يقتدون بهم , فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم. فصورهم. فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم , و بهم يسقون المطر , فعبدوهم ".

قال قتادة: كانت آلهة تعبدها قوم نوح , ثم عبدتها العرب بعد ذلك.

(و قد أضلّوا كثيرا) يعني: الأصنام التي اتخذوها أضلوا بها خلقا كثيرا , فإنه استمرت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب و العجم و سائر صنوف بني آدم. و قد قال إبراهيم عليه السلام في دعائه " و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام , ربّ إنّهن أضللن كثيرا من الناس ".

(و لا تزد الظالمين إلا ضلالا) هذا دعاء من نوح عليه السلام على قومه بعد أن أيس من إيمانهم و عدم هدايتهم لطول ما مكث بينهم يدعوهم و هم لا يزدادون إلا كفرا و ضلالا.

(ممّا خطيئاتهم أغرقوا) من كثرة ذنوبهم و عتوهم و إصرارهم على كفرهم و مخالفتهم رسولهم أغرقوا بالطوفان فلم يبق منهم أحد.

(فأدخلوا نارا) أي: بمجرد ما يغرق الشخص و تخرج روحه يدخل النار في البرزخ.

(فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا) أي: لم يكن لهم معين و لا مُغيث و لا مُجير ينقذهم من عذاب الله كقوله " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ".

(و قال نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا) أي: لا تترك على وجه الأرض منهم أحدا. قال ابن جرير: " يعنى ب " الديّار " من يدور في الأرض فيذهب و يجيء فيها ". فاستجاب الله له , فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتى ولد نوح لصلبه الذي اعتزل عن أبيه , و قال " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء , قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم , و حال بينهما الموج فكان من المغرقين ".

(إنّك إن تذرهم يضلّوا عبادك) إنك إن أبقيت منهم أحدا أضلوا عبادك , أي: الذين تخلقهم بعدهم.

(و لا يلدوا إلاّ فاجرا كفّارا) أي: لا يلدون إلا من يفجر عن دينك و يكفر بك و برسولك. و إنما قال نوح عليه السلام ذلك , لأنه مع كثرة مخالطتهم , و مزاولته لأخلاقهم , و طول المدة التي مكثها بينهم - ألف سنة إلا خمسين عاما - علم بذلك نتيجة أعمالهم , لا جرم أن الله استجاب دعوته , فأغرقهم أجمعين , و نجى نوحا و من معه من المؤمنين.

(ربّ اغفر لي و لوالديّ) قال ابن جرير: أي رب اعف عني , و استر عليّ ذنوبي و على والديّ.

(و لمن دخل بيتي مؤمنا) قال ابن جرير: أي و لمن دخل مسجدي و مصلاي , مصليا مؤمنا بواجب فرضك عليه. قال ابن كثير: و لا مانع من حمل الآية على ظاهرها , و هو أنه دعا لكل من دخل منزله و هو مؤمن.

(و للمؤمنين و المؤمنات) دعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات , و ذلك يعم الأحياء منهم و الأموات , و لهذا يستحب مثل هذا الدعاء , اقتداء بنوح عليه السلام , و بما جاء في الآثار , و الأدعية المشروعة.

(و لا تزد الظالمين إلا تَبارا) أي: و لا يزد الظالمين إلا خسارا و هلاكا في الدنيا و الآخرة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015