11 - وفي ترجمة المذكور من صلة الحافظ ابن بشكوال يذكر أنَّه كرَّر صحيح البخاري سبعمائة مرَّة. اهـ.

مع أنَّ غالبًا المذكور عاش 78 سنةً، خُذ منها ما قبل بلوغه إلى وفاتِه يبقى عندك 60 سنة؛ فعلى هذا كان يقرؤُه في كلِّ سنةٍ نحوَ عشْرَ مرَّات، في كل شهرٍ مرَّةً تقريبًا.

12 - وفي أول "تاج العروس" للحافظ أبي الفيض الزَّبيدي نقلا عن إجازة لشيخ مشايخه أحمد زروق بن محمد بن قاسم البوني التميمي: ومن أغرب ما منح الله به المجد صاحب "القاموس" أنه قرأ بدمشق بين باب النصر والفرج تجاه نعل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن جهبل صحيح مسلم في ثلاثة أيام وافتخر بذلك فقال:

قرأتُ بِحمْدِ الله جامعَ مسلمٍ * * بِجوفِ دمشقِ الشَّام جوفًا لإسلامِ

على ناصر الدين الإمامِ ابنِ جهبلٍ * * بِحضرةِ حُفَّاظ مشاهيرَ أعْلامِ

وتمَّ بتوْفيقِ الإله وفضْلهِ * * قراءةَ ضبطٍ في ثلاثةِ أيَّام

قلتُ: والقصَّة في "أزهار الرياض".

13 - ووجدت في ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني رأيت خطَّ الفيروزبادي في آخر جزءٍ من صحيح الإمام البخاري قال إنَّه قرأ صحيح البخاري أَزْيَد من خَمسين مرَّة. اهـ.

14 - وذكر القسطلاني عن نفسه أنه قرأ البخاري على رُحلة الآفاق أبي العباس أحمد بن طريف الحنفي في خمسة مجالس وبعض مجلس، قال: متوالية مع ما أُعيدَ لمفوتين أظنه نحو العشر وذلك عام 882.

15 - وفي تاريخ الحافظ الذهبي في ترجمة إسماعيل بن أحمد الحيري النيسابوري الضَّرير ما نصُّه: وقد سمع عليه الخطيب البغدادي بمكَّة صحيح البخاري في ثلاثة مَجالس.

قال: وهذا شيء لا أعلم أحدًا في زماننا يستطيعه. اهـ.

16 - وفي "مشتبه النسبة" للحافظ الذهبي: وإسماعيل بن أحمد الحيري الضرير صاحب التفسير قرأ عليه الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة مَجالس، وهذا أمر عجيب وذلك في ثلاثة أيام وليلة. اهـ.

17 - وذكر غيره أنَّ إسماعيل المذكور كان يبتدي من المغرب ويقطع القراءة في وقت الفجر ومن الضحى إلى المغرب والثالث من المغرب إلى الفجر. انظر "فتح المتعال" للمقري، و "المشرع الروي" للشمس الشلي، و "خلاصة الأثر" للمحبي الدمشقي.

18 - وفي "كنز الرواية" لأبي مهدي الثعالبي لدى ترجمة الخطيب: قرأ صحيح البخاري بمكَّة في خمسة أيام على كريمة المروزية، وقرأه على أبي عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري النيسابوري الضرير في ثلاثة مجالس، قال الخطيب: اثنان منهما في ليلتين بحيث ابتدأ القراءة وقت المغرب وقطعها عند صلاة الفجر، الثالث قرأ من ضحوة النهار إلى المغرب ثم من المغرب إلى طلوع الفجر ففرغ الكتاب، قال الذهبي: وهذا شيء لا أعلم أحدًا في زماننا يستطيعه. اهـ.

19 - وذكر السخاوي أنَّ شيخه الحافظ ابن حجر قرأ سنن ابن ماجه في أربعة مجالس وصحيح مسلم في أربعة مجالس سوى مجلس الختم، وذلك في نحو يومين وشيء، قال: وهو أجلُّ مِمَّا وقع لشيخه المجد الفيروزبادي، وقرأ كتاب النسائي الكبير على الشرف ابن الكويك في عشرة مجالس كل مجلس منها نحو أربع ساعات، قال وأسرع شيء وقع له أنَّه قرأ في رحلته الشامية معجم الطبراني الصغير في مجلسٍ واحدٍ بين الظهر والعصر وهذا أسرع ما وقع له، وقال: هذا الكتاب في مجلد يشتمل على نحو ألف حديث وخمسمائة حديث.

20 - وفي ذيل الحافظ تقي الدين ابن فهد على ذيل الشريف أبي المحاسن الحسيني الدمشقي لطبقات الحفاظ للذهبي ما نصُّه: قرأ الحافظ أبو الفضل العراقي صحيح مسلم على محمَّد بن إسماعيل بن الخباز بدمشق في ستة مجالس متوالية، قرأ في آخر مجلس منها أكثرَ من ثلث الكتب، وذلك بحضور الحافظ زين الدين ابن رجب وهو يعارض بنسخته. اهـ.

21 - وقال التقي المذكور في ترجمة الحافظ ابن حجر من ذيله المذكور: بلغ ابن حجر الغاية القصوى في الكتابة والكشف والقِراءة؛ فمن ذلك أنه قرأ البخاري في عشرة مجالس من بعد صلاة الظهر إلى العصر، ومسلمًا في خمسة مجالس في نحو يومين وشطر يوم، والنسائي الكبير في عشرة مجالس كل مجلس منهما قريب من أربع ساعات، وأغرب ما وقع له في الإسراع أنَّه قرأ في رحلته الشامية المعجم الصغير للطبراني في مجلس واحد فيما بين صلاتَي الظهر والعصر، وفي مدَّة إقامته بدمشق وكانت شهريْن وثلث شهر قرأ فيها قريبًا من مائة مجلَّد مع ما يعلِّقه ويَقضيه من أشغاله. اهـ.

22 - قلتُ: مِمَّن ذكر قراءة الحافظ ابن حجر لمعجم الطبراني الصغير في مجلس واحدٍ الحافظُ تقي الدين الفاسي في كتابه "ذيل التقييد لابن نقطة" قائلاً: قرأ المعجم الصغير للطبراني بِمجلس واحد بصالحية دمشق، فألحق الحافظ ابن حجر بخطِّه - تحدُّثًا بنعمة الله - بهامش التذْييل المذكور: "بين الظهر والعصر" كما قرأت الترجمة وملحقاتها بخط الحافظ السخاوي في كناشته ناقلاً عن خط شيخه ابن حجر رحمهم الله.

23 - وذكر المنلا أبو طاهر الكوراني في بعض إجازاته أنَّه قرأ الموطأ على شيخه أبي الأسرار العجيمي في أحدَ عشرَ مجلسًا، وفي "الغنية" للقاضي عياض حين ترجم لأبي القاسم خلف بن إبراهيم المعروف بابن النخاس قال: حدَّثني برسالة ابن أبي زيدٍ بقراءتي عليه في مجلسٍ واحد في داره بقرطبة. اهـ.

23 - وفي ترجمة عبد الله بن أحمد بن عمروس الشلبي من تكملة ابن الأبار أنَّه قرأ التلقين للقاضي عبد الوهاب على ابن العربي في مجلس واحد، وبقراءته سمع أبو بكر ابن خير، وذلك في سنة 532. اهـ.

24 - وسبق في ترجمة الشيخ عابد السندي في حرف العين أنه كان يَختم الكتُب الستَّة في شهرٍ واحدٍ روايةً ودِاريةً في ستَّة أشهُر.

25 - وفي فهرس مولانا فضل الرحمن الهندي الذي جمعه له صاحبُه الشَّيخ أحمد أبو الخير المكي أنَّه قرأ الصَّحيح على شيخه الشَّيخ محمَّد إسحاق الدهلوي بالهند في بضعة عشر يومًا.

26 - وجامع هذه الشذرة مُحمَّد عبد الحي الكتاني قرأ صحيح البخاري تدريسًا بعنزة القرويين وغيرها قراءةَ تحقيقٍ وتدقيقٍ في نحو خَمسين مجلسًا لم يدع شاذَّة ولا فاذَّة تتعلَّق بأبوابه ومحلّ الشاهد منها إلا أتى عليها، مع غير ذلك من اللطائف المستجادة، ولعله أغرب وأعجب من كلِّ ما سبق، والله خالق القوى والقُدَر.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015