قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي: (حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال: حدثنا مالك بن أنس أنه بلغه أن سعيد بن المسيب-رحمه الله تعالى، ونفعنا بعلومه-قال: إن كنت لأسير في طلب الحديث الواحد مسير الليالي والأيام) [29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn29).
وقال الإمام مالك-رحمه الله تعالى-: (وكان سعيد بن المسيب يختلف إلى أبي هريرة-رضي الله عنه-بالشجرة) [30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn30).
وقال الإمام الفسوي-رحمه الله تعالى-: (حدثنا ابن بكير قال: قال الليث: قال ابن شهاب-رحمه الله-: ما صبر أحد على العلم صبري ولا نشره أحد نشري، فأما عروة فكان بئر لا تكدره الدِّلاء، وأما سعيد بن المسيب فنصب نفسه للناس فذهب ذكره كل مذهب) [31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn31).
وكان أمير المؤمنين في الحديث شعبة-رحمه الله تعالى-يقول: (كل من سمعت منه حدثنا فأنا له عبد) [32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn32).
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت يحيى بن جعفر البِيكَنْدي يقول: (لَوْ قَدَرْتُ أن أزيِدَ في عمُر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم.
وسمعته يقول لمحمد بن إسماعيل: (لولا أنت ما استطعت العيش ببخارى) [33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn33).
وكتب أهل بغداد إلى محمد بن إسماعيل كتاباً فيه:
المسلمون بخير ما بقيت لهم # وليس بعدك خير حين تُفْتَقَدُ [34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn34)
وقال أخر:
منْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمُتْ # فعليكَ كُنت أُحَاذِرُ
كَنْتَ السَّوَادَ لِنَاظِري # فَعَمِيْ عَلَيْكَ النَّاظِرُ
لَيْتَ الْمنَازِلَ والدّ # يَارَ حَفَائرٌ وَمَقَابِرُ
إِنِّي وغَيْرِي لا مَحَا # لَةَ حَيْثُ صِرْتَ لَصَائِر
قال صالح المرّي: سمعت الحسن البصري يقول: (الدنيا كُلُّهَا ظُلمة إلا مَجَالس العلماء) [35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn35).
قال أبو الفضل المحبوس عمر الحدوشي: (والله لولا العلماء ومجالسهم وفوائدهم وما أستفيده منهم من علم وهديٍ ودلٍّ وسمت وخُلق وتوجيه وترغيب وترهيب لما تمنيت أن أعيش في هذا الزمان الأغبر دقيقة واحدة، الزمان الذي انقلبت فيه الحقائق كلها إلا قلة قليلة في قلة قليل! زمان الذئاب بدل الأصحاب، ولهذا أكره الذين يلسعون القِمَم والأعلام ثم يختبئون.
وقد وجدت لقاء الرجال-العلماء-تلقيحاً لألبابهم، وأيقنت أن كل عالم سار على الدرب قبلنا فهو عون لنا، نأخذ ما ترك ونزيد لإسهامه إسهامنا، من لا يثبت على هذا المبدأ يسقط).
قال ابن القيم: (هدم القمم طريق مختصر لهدم الإسلام)، وقال الخطيب البغدادي: (لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في منتقصيها معلومة) [36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn36).
وأشمل منه قول الأمام أحمد-رحمه الله تعالى-: (لحوم العلماء مسمومة ومن شمَّها مرض، ومن أكلها مات) [37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn37).
وجاء في مقدمة: (نشر العبير في منظومة قواعد التفسير) (ص:9/ 12): وقال أبو بكر الآجري: ( ... فما ظنكم–رحمكم الله-بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء فإن لم يكن فيه ضياء وإِلاَّ تحيَّروا، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت طبقات من الناس، لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح، فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟
هكذا العلماء في الناس، لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض، ولا كيف اجتناب المحارم، ولا كيف يعْبَدُ اللهُ في جميع ما يَعْبُدُهُ به خلقُه إلا ببقاء العلماء، فإذا مات العلماء تحيَّر الناس، ودَرَسَ العلم بموتهم وظهر الجهل) [38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn38).
¥