(وجوب الإعراض عن الخوض في الأعراض) خطبة جمعة لفضيلة الشيخ حسين آل الشيخ

ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 11:41]ـ

وجوب الإعراض عن الخوض في الأعراض

http://www.kulalsalafiyeen.com/images/start-icon.gif( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ http://www.kulalsalafiyeen.com/images/end-icon.gif)[ آل عمران: 102].

معاشِرَ المسلمين، منَ الآفات الكبرى والأدواءِ العُظمى التي دبَّت إلى مجتمعاتِ المسلمين انتشارُ عادةِ قِيل وقال، دون استنادٍ إلى بُرهانٍ قاطعٍ، ولا اعتضادٍ على دليلٍ ساطِع، فذلكم بابُ فتنةٍ ولُباب محنةٍ على الإسلام والمسلمين؛ لأنَّ تناقُل أحاديث لا زِمام لها ولا خِطام تُوغِر الصدور وتُغيِّر العقول وتُفسِد الأُخُوَّة بين المسلمين، تجُرُّ من الويلات ما لا يُحصَى ومن الشرور ما لا يُستقصَى.

لا يليق بمجتمعِ الإسلام تَداوُل أقاويل تُشاع وأحاديثَ تذاع، سندُها الظنُّ والتخمين والرجمُ بالغيب، من غير تثبيتٍ ولا تبيين، فذلكم مما يحمِل المفاسِدَ العُظمى، ويتضمَّن الآثامَ الكبرى؛ لذا جاء النهي الصريح من سيد الثَّقَلَيْن عليه الصلاة والسلام عن تلك المبادئ القبيحة والمسالك المُعوجَّة، ففي (الصحيحين) أنه http://www.kulalsalafiyeen.com/images/salla-icon.gif قال: ((إن الله كرِه لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعةَ المال)).

يقول ابن القيم رحمه الله: "من عُني بالنار والفِردوس شُغِل عن القيل والقال، ومن هرب من الناس سلِمَ من شرورهم".

إخوةَ الإسلام، حُرمة الأعراض عظيمةٌ في الإسلام.

لذا فمن أعظم الظلم التجنِّي على أحدٍ من المسلمين، أو التعرُّض له وفقَ عواطف عمياء وتبعيَّةٍ بلهاء، فقد صحَّ عن النبي http://www.kulalsalafiyeen.com/images/salla-icon.gif أنه قال: ((الربا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مثلُ إتيان الرجلِ أمَّه، وإن أربى الربا استطالةُ الرجل في عِرْض أخيه)).

وفي حديثٍ آخر: ((أربى الربا شتمُ الأعراض)).

فالواجب على من يخاف مقام ربِّه ويخشى المُثولَ بين يديه البُعد عن الخوض مع الخائضين بقيل وقال، وأن لاَّ يُشغلَ نفسه بما يخدِش دينه ويُعرِّضه لغضب ربه، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود أنَّ النبيَّ http://www.kulalsalafiyeen.com/images/salla-icon.gif قال: ((من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنَه الله رَدْغَة الخَبال حتى يخرج مما قال)). ورَدْغَة الخَبال: عصارة أهل النار.

وفي الصحيحين قوله http://www.kulalsalafiyeen.com/images/salla-icon.gif: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمُت)).

وفيما رواه الطبراني بسندٍ حسنٍ: ((فلا تقل بلسانك إلا معروفًا، ولا تبسُط يدكَ إلا إلى خير)).

إخوةَ الإسلام، ومن الإثم المبينِ التّسارعُ في نشر أخبارٍ لا يَعضُدُها دليل، وإشاعةُ أحاديث لا يسنُدُها برهان، فربُّنا جل وعلا يقول: ( http://www.kulalsalafiyeen.com/images/start-icon.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) http://www.kulalsalafiyeen.com/images/end-icon.gif[ الحجرات: 6].

ولهذا نصَّ أهلُ العلم على أنَّ من علامات الحمق تركَ التثبُّت وتربُّصَ الأخبار الواهية والظنون الباطلة وتصيُّد الأحاديث الكاذبة وسوء الظنون بالمسلمين وحملَهم على محاملِ السوء والشكوك.

معاشرَ المسلمين، سبيلُ أهل الإيمان والتّقوى ومنهجُ ذوي الصلاح وطاعة المولى التزامُ الأصولِ الإسلامية، كما حثَّهم عليه خالقُهم، لا يخوضون مع الخائضين، بل موقفهم التحلِّي بقول ربهم جلّ وعلا: ( http://www.kulalsalafiyeen.com/images/start-icon.gif لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ http://www.kulalsalafiyeen.com/images/end-icon.gif)[ النور: 12].

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015