ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 12:39]ـ
الشيخ عبد الله بن محمد زقيل ( http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.author&authorid=308)
لجينيات ـ هالني مقالُ الشيخ عائض القرني " مهزلة حفظ المتون " بعد فراغي من قراءة آخر حرف فيه، وبدأت أفرك عيناي وأقول في نفسي: هل أنا في حلمٍ أم علمٍ؟!
هل من كتب المقال هو نفسه الشيخ عائض القرني الذي يحفظ من أبيات الشعر الكثير لتكون ماثلة أمام عينيه حاضرة في ذهنه ليستشهد بها حال الحاجة إليها؟!
لم أصدق ولم أستوعب أن الأحرف التي قرأتها هي من أنامل الشيخ عائض!
الشيخ عائض – غفر الله له – يتحفنا بين الفينة والأخرى بقنبلة فكرية سواء من خلال الكتابة في الصحافة!، أو الصوت والصورة معا في الفضائيات، ولست في مقام التقصي لها، وإنما أركز على آخرها وربما ليست الأخيرة!
وأبدأ بعنوان المقال فقد وصم حفظ المتون بالمهزلة!، ولا أفهم لماذا اختار عنوانا كهذا؟!
لو تلطف في العنوان وقال - على سبيل المثال - " الفرق بين حفظ المتون وفهمها " لفُهم منه أنه يفرق بين الحالتين، ولقيل: عنوان له حظ من النظر.
ولكنه أتى على الاثنين (الحفظ والفهم) تحت مسمى " مهزلة "!، وهذا ما لا يقبلُ من الشيخ غفر الله له.
لن أعرج على المقال كاملا: عبارة عبارة، وكلمة كلمة، بل أقف مع بعض عباراته التي لا تليق بداعية مثله.
أولا: قوله: " وقالوا كلمة سقيمة: «من حفظ المتون حاز الفنون»!
أظن أنها زلة أو هفوة من قلم الشيخ عائض عندما وصف العبارة بالسقيمة، وحسب علمي أنها منسوبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -، ورددها العلماء وطلبة العلم، وكان الشيخ ابن عثيمين يرددها لطلابه تحفيزا لهم على الحفظ لمتون العلم التي تعين الطالب على الاستحضار للمسائل العلمية حين الحاجة إليها.
وقد يتفق معي الشيخ عائض أن العلماء كانت لهم أولويات في الحفظ، فهم يقررون أن حفظ القرآن الكريم هو أول ما ينبغي أن يهتم به طالب العلم، فإذا حفظه مع فهم لتفسير آياته ينتقل إلى حفظ متون في السنة، وهي طريقة التدرج المتبعة في كثير من طرق التعليم وغيرها.
ثانيا: أتى الشيخ عائض على أسماء متون علمية من جميع المذاهب الأربعة المعتبرة والتي ينشغل بحفظها طلبة العلم في تلك المذاهب، ثم قال: " ... غير المواد التي أضافوها، كعلم الآثار، والجغرافيا، وعلم الأزياء، وفن زراعة البقدونس، والتخصص في جمع الحطب وتكسيره، والتفقه في سيرة السلاجقة، ودراسة كيف يلبس الآشوريون، وموعد الطعام عند ملكة تدمر .. "!
ما هذا يا شيخ عائض؟
ما علاقة هذا الكلام بحفظ المتون؟
أنزهك عن أسلوب السخرية بمثل هذه العبارة، وحفظ المتون لا علاقة له بما ذكرت غفر الله لك.
ثالثا: زدت الطين بِلّةً، و ضِغْثاً عَلَى إِبَّالَةٍ عندما عقبت بقولك: " كل هذه المتون والفنون جعلت الجيل في «حيص بيص» فشغلت الذهن، وأسقمت العقل، وشتتت الانتباه، حتى إني رأيت بعض المشايخ في بعض الدول التي زرناها يحفظ عشرات المتون ويعيدها ويكررها ليل نهار حتى صار نحيفا نحيلا كالجرادة الصفراء "!
عن أي جيل تتحدث يا شيخ عائض؟
المدارس الرسمية لا يُدرس فيها المتون الشرعية، والمعروف أنها في حِلق العلم عند العلماء وطلبة العلم، والحمد لله تخرج منها من العلماء وطلبة العلم من جمعوا بين الحفظ والفهم، ونفعوا الأمة بعلمهم.
ولا أدري ما علاقة حفظ المتون بالنحف عند قولك: حتى صار نحيفا نحيلا كالجرادة الصفراء؟!
رابعا: أتيت بعد ذلك بمثال أبعدت النجعة فيه، وهو الموضع الذي اتسعت له حدقة العين، وأسأت إلى إخوان لك كان يفترض أن تحفظ لهم حقوقهم، وهم " الشناقطة "، وهي زلة أخرى يفترض أنك لا تقع فيها.
قلت عفا الله عنك: " ولهذا انظر - مع احترامي للشناقطة - ما هي الحصيلة من هذا الحفظ المذهل المدهش للمتون؟ فقط جلسوا يكررونها على الطلاب ولم يقدموا للعالم الإسلامي فقها للنصوص أو مشروعا تجديديا للدين، حتى إنهم قالوا عن موريتانيا: إنها بلد ألف حافظ ".
¥