قال ابن الوردي:
يا عائبا ألفية ابن مالك /// وغائبا عن حفظها وفهمها
أما تراها قد حوت فضائلا /// كثيرة فلا تَجُر في ظلمها
وازجر لمن جادل من يحفظها /// برابعٍ وخامسٍ من اسمِها
اسمها الخلاصه، ولمن عاب حفظها نقول له: (صَهْ)
ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 09:13]ـ
موقع الشيخ صالح العضيب:
كان السلف رحمهم الله تعالى يحرصون على حفظ المتون حرصاً شديداً، والمتون عندهم على حسب التخصص فمن أراد أن يتخصص في علم بحث عن متن يحفظه ويضبطه ويلخص له هذا العلم؛ وذلك لأن حفظ المتن يسهل العلم، ولهذا قال الإمام السفاريني رحمه الله تعالى: (وصار من عادة أهل العلم، أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم؛ لأنه يسهل للحفظ كما يروق للسمع ويشفي من ظما).
وحفظ العلم لا غنى لطالب العلم عنه، فلا علم بلا حفظ، والحفظ طريقة قوية لبقاء العلم ورسوخه، وهو طريقة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، وما تميز أبو هريرة على غيره إلا بالحفظ، فقد ترجم البخاري في صحيحه فقال: باب حفظ العلم، وأسند فيه من حديث مالك عن بن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة قال: [إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً ثم يتلو: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات .. الآيتين) وإن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون]. والعالم لا يكون عالماً بارعا بدون حفظ المتون، يقول شيخ الإسلام: " من حفظ المتون حاز الفنون".
يقول العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -:
"إن هناك من يقول إن العلم هو الفهم والبحث، وليس العلم هو الحفظ، هذا الكلام ليس بصحيح، ونحن الآن بلغنا ما بلغنا - وهذه عبارته - وما معنا إلا ما حفظنا: زاد المستقنع بلوغ المرام وأخذ يذكر المتون التي حفظها. ولهذا انظر في الفتوى تجد الفتوى عند شيوخنا منضبطة لأنهم سلكوا الطريق الذي عليه في العهد الأول بخلاف غيرهم لماذا؟ لأنه ما أخذ العلم على أصوله، وهو حفظ المتون إذا سمعت مسألة في العقيدة وأنت ما تحفظ شيئاً كيف تردها إلى أصلها هذا لا يمكن، فعلم العقائد الآن تجلس مع شخص ليس عنده شيء؛ ما حفظ شيئاً، وتقول له: أعطني مسائل في العقيدة. ما عنده شيء، وكلما سمع مسألة تذكر منها شيئا لكنه إذا كان قد حفظ العقيدة الطحاوية أو حفظ العقيدة السفارينية أو حفظ منظومة الحكمي أو حفظ كتاب التوحيد أو حفظ الأصول الثلاثة أو حفظ العقيدة الواسطية كل مسألة ترد عليه سيجد لها مكانا يناسبها، والمتون فيها علم غزير، عندما تحفظ قول الطحاوي رحمه الله تعالى: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره، قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد، ولا يكون إلا ما يريد، لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام، ... إلخ. العبارات هذه لو دققت في معناها لوجدت أنها تشير إلى فرقة المعتزلة وتشير إلى فرقة الأشاعرة لم يزل بصفاته قديماً قبل خلقه .. ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداث البرية اسم الباري، له معنى الربوبية ولا مربوب، له معنى الخالق ولا مخلوق، هذي معاني كلامية عجيبة وقوية وكبيرة جداً، السامع يقول هذه لا فائدة منها، أو معروفة، لا، تشير إلى ألغاز عظيمة وكبيرة جداً لكن متى تعرفها؟ عندما تضبط هذا المتن، ما تكون مشتتاً، عندما تسمع المسألة، ولا تعرف عقيدة أهل السنة والجماعة في صفات الله جل وعلا هل هي قديمة، وقول المعتزلة ماذا وقول الأشاعرة ما هو؟ بهذه المتون تستطيع، وبغيرها لن تستطيع أبداً، لا تقول: أنا أقرأ وأفهم المتن ويكفي، لن تستطيع أن تستوعب المتن حتى تحفظه، عندما تقرأ في باب زيادة الإيمان ونقصه، كيف ترتب المعلومات؟ لما أقول لك تكلم عن عقيدة أهل السنة والجماعة، باب الإيمان هل هو يزيد و ينقص؟ إذا لم تكن حافظاً للمتن فستجد أنك مشتت .. لكن تقرأ:
إيماننا يكون بالطاعات ... ونقصه يكون بالزلات
وأهله فيه على تفاضل ... هل أنت كالأملاك أم كالرسل
¥