ـ[ابن المنير]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:49]ـ
أمّا لفظ " سبع " فهو سبق قلم مني، أشكرك على تصحيحه بإيراد النص من الطبقات، وأما الكلام فقد أوردته من حفظي بالمعنى، ولا أدري ما وجه الفرق بين " مسائل " وبين " كتاب "، فالكتاب منثور المسائل والأحكام، سواء كانت مسندة أو فصولاً مسرودة، إلا إن كنت ترى في لفظ " مسائل " تقليلاً لا تناسبه السنوات التسع، ولم أقصد بذلك استغلاق باب الحيض على الإمام أحمد، وإنما أردت بيان همتهم في الصبر والجلد حتى ينضبط الباب لهم ويستقيم أمره، لاسيما إن علمت أن في أحكام الحيض من دقيق الفروع ومتشعب المسائل ما يستدعي رعاية من نوع خاص لضبطها وإتقانها، حتى إن الإمام النووي سرد جملة من أحكامها في مئة صفحة من القطع الكبير في كتابه " مجموع "، وهذا قريب من حجم كتاب " المقنع " لابن قدامة وهو منتظم أبواب الفقه كلّها.
ولعلك ترشدنا بارك الله فيك ونفع بعلمك إلى الفرق بينهما إن كان ثمة فرق مؤثر.
الأخ الفاضل أبو حماد وفقه الله
كونك تكتب من الحافظة، فهذا أمر بيّن، تركت التنبيه عليه لظهوره ...
ولعل هذا النص يفيدك إن شاء الله، وبه تعلم أن سياقك للفظ: «مسائل» غير دقيق بمرة:
في الطبقات لابن أبي يعلى:
((قال الميموني: سألت أبا عبد الله عن «مسائل»، فكتبتها، فقال: أيش تكتب يا أبا الحسن؟! فلولا الحياء منك ما تركتك تكتبها، وإنه عليَّ لشديد والحديث أحب إليَّ منها. قلت: إنما تطيب نفسي في الحمل عنك = أنَّك تعلم منذ مضى رسول الله (ص) قد لزم أصحابَه قومٌ، ثم لم يزل يكون للرجل أصحاب يلزمونه ويكتبون. قال: مَن كَتبَ؟ قلت: أبوهريرة، قال: «وكان عبد الله بن عمرو يكتب، ولم أكتب، فحفظ وضيّعت». فقال لي: هذا الحديث، فقلت له: فما المسائل إلا حديث، ومن الحديث تُشتَق، قال لي: اعْلم أن الحديث نفسَه لم يكتبه القوم. قلت: لمَ لا يكتبون؟ قال: لا، إنما كانوا يحفظون ويكتبون السنن إلا الواحد بعد الواحد، الشيء اليسير منه، فأما هذه المسائل تدوَّن وتُكتَب في ديوان الدفاتر فلست أعرف فيها شيئًا، وإنما هو رأي، لعله قد يَدعَه غدًا، وينتقل عنه إلى غيره، ثم قال لي: انظر إلى سُفيان ومالك حين أخرجا ووضعا الكتب والمسائل كم فيها من الخطأ؟ وإنما هو رأي، يرى اليوم شيئًا وينتقل عنه غدًا، والرأي قد يخطىء. فإذا صار إلى هذا الموضع، دار هذا الكلام بيني وبينه غير مرَّة.
وقال لي أبوعبد الله وأنا أكتب عنه المسائل: يا أبا الحسن ما كنت أكتب من هذا شيئًا إلا شيئًا يسيرًا عن عبد الرحمن، ربما كتبت المسألة)).
ـ[ابن المنير]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:58]ـ
وعبد الرحمن
هو
ابن مهدي
ـ[أبو حماد]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 11:40]ـ
جزاك الله خيراً على إضافتك المتميزة، وعلى نقلك الذي يدل على تتبعك واطلاعك بارك الله فيك وزادك من فضله، لكنّي في كلام تنبّهت لهذا الفرق، فكانت عبارتي: " فالكتاب منثور المسائل والأحكام، سواء كانت مسندة أو فصولاً مسرودة "، وهذا الاحتراز داخل في كلامك الآنف الذي نقلته عن الإمام أحمد عليه رحمة الله.
فههنا أمران: الأول النظر إلى لفظة " المسائل " باعتبار الاصطلاح، والثاني النظر إليها بحسب السياق، ولا مشاحة - فيما أرى والعلم عند الله - في استخدامك لها فيما نقلته عن الإمام أحمد، وفي استخدامي لها، فكل له سياقه الذي ورد وهو يجلي المراد والمقصود.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 01:01]ـ
الأخ الفاضل أبو حماد ...
لفظ (كتاب) في كلام الإمام أحمد رحمه الله = الذي أفهمه منه أنه يريد أنه قد كتب في كتاب الحيض الأحاديث والآثار حتى فهمه ...
أما لفظ مسائل الوارد في كلامه رحمه الله = فالذي أفهمه أيضا أنه يريد مسائل الفقه المنثورة من كلم الأئمة دون طبقة الصحابة رضي الله عنهم ... مثل مسائل عبدالرحمن، وسفيان، ومالك، وهكذا ... والله أعلم.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 01:03]ـ
لذا فالتعبير بأن الإمام قد مكث كذا حتى ضبط مسائل الحيض = فهو تعبير خطأ جزما = على الأقل من وجهة نظري ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 01:05]ـ
تأمل قول الميموني: (فما المسائل إلا حديث ... )
ثم تأمل إجابة الإمام أحمد: (المسائل تدوَّن وتُكتَب في ديوان الدفاتر فلست أعرف فيها شيئًا، وإنما هو رأي، لعله قد يَدعَه غدًا، وينتقل عنه إلى غيره ... )
والله أعلم وأحكم