ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[28 - عز وجلec-2010, مساء 10:07]ـ

بوركتِ وحفظ الله والدك

---------------------------------

اهتمام علماء الجزائر بالصحيحين

بقلم: الأستاذ عبد اللطيف بونشادة –قسنطينة-

من العلوم التي اهتم بها العلماء الجزائريين منذ القديم، علم الحديث ومصطلحه، فقد اعتنوا به تدريسا وتأليفا ورواية وإجازة وكان العمل عندهم بالكتب الستة يدرسونها ويحفظونها ويسندونها، ولكن اهتمامهم الأكبر كانت بالموطأ والصحيحين، ونحاول في هذه السطور تسليط الضوء على اهتمام علماء الجزائر بصحيحي الإمامين البخاري ومسلم –رحمهما الله-.

يعتبر الإمام أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي المالكي التلمساني المتوفى سنة 402 هـ صاحب السبق في ميدان شروح كتب الحديث النبوي، حيث ألف كتابه الجليل الذي حاز به الفضل على غيره من المتقدمين والمتأخرين عنه من علماء الإسلام ذلك هو كتابه "النصيحة" الذي شرح به صحيح الإمام البخاري، فكان بهذا أول شرح وضع على هذا الكتاب الجامع على الإطلاق حيث أن كل الشروح على البخاري المعروفة وغير المعروفة جاءت بعد هذا الشرح الأول من نوعه.

والإمام أبو جعفر أحمد الداودي عدّه ابن فرحون من علماء الطبقة السابعة في الديباج 1 كما ترجم له القاضي عياض في ترتيب المدارك 2. له عدة مؤلفات أخرى منها:

- النامي في شرح الموطأ.

- الواعي في الفقه.

- الرد على القدرية ... وغير ذلك.

ثم جاء بعده تلميذه العلامة الفقيه المحدث أبو عبد الله مروان الأسدي البوني المتوفى سنة 440 هـ الذي ألف كتابا في شرح البخاري، ذكره الإمام ابن حجر في معجمه عند ذكره لرجال أسانيده إلى البخاري.

وفي موضوع ضبط الألفاظ وبيان المعنى نجد الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي المتوفى بفاس سنة 560 هـ ألف كتابه الكبير: مطلع الأنوار على صحاح الآثار 3 وخصه بالموطأ والصحيحين.

وفي نفس الإطار الزمني دائما نجد المحدث الفقيه أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمان الأزدي الاشبيلي الذي رحل إلى بجاية وتخيرها وطنا إلى غاية وفاته سنة 581 هـ له تآليف جليلة القدر منها:

- الجمع بين الصحيحين: جمعه في مجلدين وقد التزم فيه بألفاظ الأصليين 4.

- الجمع بين الكتب الستة: وهي موسوعة ضخمة جمع فيها بين الموطأ والبخاري ومسلم وأبو داود والترميذي والنسائي

- مختصر صحيح البخاري وهو مرتب على المسانيد 5

- المنهاج في رجال مسلم بن الحجاج:

وممن اهتموا بصحيح مسلم الإمام ابن يحيى السكلاني الحميري الزواوي المتوفى سنة 743 هـ والذي ألف كتاب: شرح صحيح مسلم في 12 مجلدا ضخما، وكذلك الإمام الحافظ محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب أبو عبد الله السنوسي المتوفى سنة 895 هـ صاحب التصانيف المشهورة 6 منها:

- شرح صحيح مسلم المسمى: مكمل إكمال الإكمال وهو تكملة واستدراك لشروح المازري و القاضي عياض ثم الآبي.

- مختصر الآبي على صحيح مسلم.

- شرح صحيح البخاري ولم يكمله وصل فيه إلى باب من استبرأ لدينه.

- شرح مشكلات البخاري.

وقبله نجد الإمامين الجليلين ابن مرزوق الجد والحفيد. أما الأول فهو الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر محمد بن مرزوق التلمساني الشهير بالخطيب المتوفى بتلمسان سنة 781 هـ ألف عدة كتب منها: شرح صحيح البخاري.

أما الثاني فهو الإمام المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق العجيسي التلمساني المعروف بالحفيد، أخذ العلم عن كبار علماء زمانه أمثال: والده وعمه ابني الخطيب التلمساني، وبتونس عن الإمام ابن عرفة وفي القاهرة عن العلامة ابن خلدون والفيروز آبادي صاحب القاموس المحيط والسراج البلقيني والحافظ العراقي وابن الملقن.وفي الحجاز التقى بشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني فأخذ كل منهما عن الآخر.

من تأليفه: شرح البخاري المسمى:"المتجر الربيح والمسعى الرجيح والمرحب الفسيح والوجه الصبيح والخلق السميح في شرح الجامع الصحيح"

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015