وسمع منه السبكي، وعز الدين بن جماعة وآخرون، وآخر من حدث عنه بالإجازة شهاب الدين ابن العز.
وكان قد قدم دمشق متوليا على مشيخة دار الحديث النورية، ثم إنه ضجر ورجع إلى مصر، وحدث بدمشق ومصر بالكثير، قال ابن رجب: وروى عنه جماعة من شيوخنا وغيرهم.
صار شيخ الحديث بمصر بعد وفاة القاضي شرف الدين أبي محمد عبد الغني بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحراني الحنبلي.
ودرّس بأماكن: بالناصرية بالقاهرة، وبالصالحية يوم الأحد بعد توليه القضاء بمصر، والفقه بجامع ابن طولون، وولي مشيخة الحديث بالجامع الحاكمي.
· بعض تصانيفه:
شرح قطعة من بعض (السنن) لأبي داود شرحاً جيدا، وخرّج لنفسه (أمالي) وتكلم فيها على الحديث ورجاله وعلى التراجم؛ فأحسن وشفى، وشرح قطعة من كتاب (المقنع) في الفقه في مذهبه من العارية إلى آخر الوصايا ولم يكمله، أتى فيه بفوائد ومباحث ونقول كثيرة، ولو كمل لانتفع الناس به.
قال ابن رجب: وكلامه في الحديث أجود من كلامه في الفقه؛ فإنه كان أجود فنونه.
· وفاته:
وتوفي بالمدرسة الصالحية بالقاهرة؛ في يوم الأربعاء الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى عشرة وسبع مئة، ودفن من يومه بالقرافة رحمه الله تعالى، عن ستين سنة رحمه الله تعالى.
· ومن مروياته:
ما رواه الذهبي؛ قال:
_ حدثنا مسعود بن أحمد الحافظ، أنا أحمد بن علي وعبد الله بن أبي محمد؛ قالا: أنا إسماعيل بن أبي التقى، أنا محمد بن أحمد الرازي، أنا علي بن ربيعة التميمي، أنا الحسن بن رشيق، نا محمد بن القاسم الحموي بمكة، نا عبد الله بن شيث؛ سمعت إبراهيم بن المنذر يقول: ما رأيت شاباً قط لا يطلب العلم إلا رحمته.
_ حدثني مسعود بن أحمد الحافظ، أنا عثمان بن هبة الله بن أبي المجد بالثغر، أنا عبد الرحمن بن مكي، أنا محمد بن أحمد الرازي، أنا أحمد بن القاسم بن حمزة، أنا أبو نزار أحمد بن عبد القوي بن جبريل، نا أبو النجا وهو محمد بن المطهر الفارض؛ سمعت أحمد بن يحيى بن أبي المهاجر؛ سمعت يحيى بن عثمان بن صالح؛ سمعت يحيى بن أكثم يقول: جالست الخلفاء وناظرت العلماء؛ فلم أر شيئاً أحلى من قول المستملي: من ذكرت يرحمك الله؟.
· ومن نظمه رحمه الله:
لما تألق بارق من ثغره * * * جادت جفون بالسحاب الممطر
فكأن عقد الدر حل قلائد الـ ... ـعقيان منه على صحاح الجوهري
_ ومنه أيضا:
ما بث شكواه لولا مسه الألم ... ولا تأوه لولا شفة السقم
ولا توهم أن الدمع مهجته ... أذابها الشوق حتى سال وهو دم
صب له مدمع صب يكفكفه ... فتستهل غواديه وينسجم
فطرفه بجفان الدمع في غرق ... وقلبه بلهيب الشوق يضطرم
أراد إخفاء ما يلقاه من كمد ... حتى لقد عاد بالسلوان يتهم
يبدي التجلد والأجفان تفضحه ... كالبرق يبكي الغوادي وهو يبتسم
سقته أيدي النوى كأسا مترعة ... فما قدامه إلا الحزن والندم
يمسي ويصبح لا صبر ولا جلد ... ولا قرار ولا طيف ولا حلم
لو لم يؤمل إلماما بجدته ... لكان يعتاده مما به لمم
قال الوشاة تسلى عن محبته ... يا ويحهم جهلوا فوق الذي علموا
توهموا فيه ما سارت ظنونهم ... به الإساءة ما قاموا ولا زعموا
إني أميل إلى السلوان مكتئب ... باق على العهد والأيام تنصرم
قضى بحبهم غض الشباب وما ... حاز الوداد وعيب الشيب والهرم
أنا المقيم على ما يرتضون به ... مصغ إذا نطقوا راض بما حكموا
متى دعاني هواهم جئت مقتدرا ... أسعى على الرأس إن لم يسعد القدم
كم قلت والقلب مني خائف وجل ... بين الرجاء وبين الخوف ينقسم
يا قلب لا تيأسن القرب رب غد ... تسخوا بقربهم الدنيا وتلتئم
ويصبح الخوف أمنا والصدود رضا ... والبعد قربا وتدنوا دارهم وهم
ويسعفونك بالحسنى وعندهم ... مكارم ولهم حسن الوفا شيم
يعزى الجمال إليهم والجميل كما ... إلى المظفر يعزى الجود والكرم
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[02 - صلى الله عليه وسلمpr-2010, صباحاً 02:25]ـ
رحمه الله وغفر له ورفع درجته في الجنة
وجزاك الله خيراً.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[22 - صلى الله عليه وسلمpr-2010, صباحاً 01:29]ـ
غفر الله لشيخنا وبارك الله فيكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 12:51]ـ
ثم وقفت في أخرة على مصنفٍ حديث الطباعة قد ترجم لعلمنا في كتابه؛ واسمه (منهج الثقات في تراجم القضاة) تصنيف: ياسين بن خير الله العمري؛ المتوفى بعد سنة 1235هـ، قال:
(256. القاضي مسعود سعد الدين بن أحمد الحارثي الحنبلي.
قاضي القضاة في مصر القاهرة. كان وحيداً في العلم، نادرةً بالفقه، أمةً بالفرائض، مقدماً في النحو. وله مشاركة في كثير من الفنون.
توفي سنة إحدى عشرة وسبعمئة). انتهى
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 03:24]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
هل طبعت مؤلفاته شيخنا؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 09:42]ـ
بارك الله في الجميع آمين ووفقهم.
لم يطبع له أخي (عبد الرحمن) سوى تخريجه لمشيخة الأبرقوهي.
وقطعة من شرحه على (المقنع) لابن قدامة قيد التحقيق الآن. يسر الله إتمامها ووفق القائمين عليها.