وقلَّ أن ترى أديبا بلغ الذروة في فخامة الأسلوب العربي= يراعي التخيُّر والتحقيق في كتاباته بما لا يصيب دينه وعقيدته فيما ربما يضر به نفسه! وربما أصابه في مقتل!
ولم نجد فيمن عاصرناه أجمع لهذا الوصف من شيخ العروبة بحق: (أبي فهر محمود محمد شاكر) ذلك الإمام الناقد الإسلامي الكبير الشان.
وعلى كل حال: فكلام الرافعي حول (عبد الرحمن القس) يكاد يكون أكثره مطابقًا لما في كتب الأوائل حوله مع زيادات من قبيل الهفوات! قاده إليها الشغف بمتابعة المعالجة لذلك الأسلوب الساحر الذي صاغها به هذا الأستاذ الكبير.
وهو في كل الأحوال ملوم غير مشكور! ولا يحمد له ذلك الصنيع إلا جاهل بما وراء الأكمة أو معاند مغرور!
وصنيعه هذا: بخلاف صنيع الكاتب (علي أحمد باكثير) في روايته الطويلة (سلامة القس) التي جعل فيها عقله كالمحبرة يستقي منها بأقلام خطراته ما شاء الله له أن يستقي في تدوين ذلك الخيال الزائف في حق بطل قصته (الإمام القس) وصاحبته على السواء!
حيث أفْلتَ ألْجِمَة الضبط من قلمه العاثر، فصار يتخبَّط في التقوُّل على ألسنة أبطال قصته ما لا تجد ربع عشره في أصل القصة لو أنك قلَّبْتَ عنها صحائف الأخبار، آناء الليل وأطراف النهار!
وقد كان يكفيه أن يُغْرِق في كلمات الغرام على لسان (محمود الخوارزمي) وهو يخاطب معشقوته (جلنار) كما في روايته السائرة (واسلاماه)!
أو يجعل تلك الألفاظ الحارة على شَفَتَيْ (محي الدين) وهو يخاطب حبيبته (زينب) كما في روايته (مأساة زينب)!
أو ربما كان يدسُّها في جملة مغازلات (عادل) لـ (الست راضية) كما في روايته (جلفدان هانم)!
وإن شاء جعلها من نصيب (ابن مياح) وهو تائه في ملكوت معشوقته (سلمى) كما في روايته (قصر الهودج)!
وماذا لو كان جعل تلك الكلمات تدور على أفواه العاشقين والعاشقات في تلك الليلة المشهودة المشهورة بـ (ليلة الإمام)؟! وما أدراك ما كان يجري في (ليلة الإمام)؟! كما في روايته: (الثائر الأحمر)؟!
ألم يكن له في التزيُّد على ألسنة هؤلاء المجاهيل من كلمات الغزل والصبابة = مندوحة عن تركيب بعضها على لسان مثل الإمام القس وسلامَتِه؟!
وهل لو كان (باكثير) تنكب عن هذه السبيل المبتذل في (سلامة القس) = كانت روايته ستحقق ذلك النجاح المدوِّي الذي وافق هوى الكثيرين من ناشدي (الحب العُذْري) في كل زمان ومكان؟!
ولعل ذلك الأمر هو الذي جعل روايته تفوز بجائزة السيدة (قوت القلوب الدمرداشية) في عام (1944م) مناصفة مع الكاتب نجيب محفوظ!؟
وقد كانت عوامل الانحراف والشذوذ الأخلاقي في تلك الأزمان هي الباعث الحثيث على رواج أمثال تلك القصص والروايات في عصر فقدان الهويّة الإسلامية فيما مضى من السنوات الخالية!
تابع البقية: ...
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 12:44]ـ
دون مراعاة الإساءة إلى الذوات الطاهرة فيما يكتبون
دون مراعاة التنكب عن الإساءة .....
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 01:18]ـ
أحسنت يا أبا المظفر، يبدو عليك كثيراً التأثر باثنين من أعلام النهضة والأدب:
محمود محمد شاكر (شيخ العربية) ـ رحمه الله ـ.
والأستاذ محمد رجب البيومي ـ حفظه الله ـ.
ذلك ما لاحظته عليكم، ويدرك القاريء لموضوعكم أنكم من قارئي الروايات، بل من المحيطين بها، كذاك الأحداث التاريخية، أنت بحق مؤرخ وأديب، وناقد ـ نفع الله بكم ـ.
جزاكم الله خيراً
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 06:07]ـ
أحسنت يا أبا المظفر، يبدو عليك كثيراً التأثر باثنين من أعلام النهضة والأدب:
محمود محمد شاكر (شيخ العربية) ـ رحمه الله ـ.
والأستاذ محمد رجب البيومي ـ حفظه الله ـ.
ذلك ما لاحظته عليكم، ويدرك القاريء لموضوعكم أنكم من قارئي الروايات، بل من المحيطين بها، كذاك الأحداث التاريخية، أنت بحق مؤرخ وأديب، وناقد ـ نفع الله بكم ـ.
جزاكم الله خيراً
صدقت والله يا أبا الطيب فشيخنا أبو المظفر متعدد المواهب زاده الله علما وفقها وتقى وهدى ويشهد الله أني أحبه فيه ..........
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 02:27]ـ
أنت بحق مؤرخ! وأديب! وناقد!
أنا مذنبٌ أنا مخطئٌ أنا عاصي ... هو راحم هو غافر هو كافي
قابلتهنَّ ثلاثة بثلاثة ... ولتغلبنْ أوصافُه أوصافي
وشكر الله لك يا أبا الطيب على إحسانك الظن بهذا العاثر!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Mar-2010, مساء 12:55]ـ
فشيخنا أبو المظفر متعدد المواهب ..........
مضى الفحولُ كباراً في مواهبِهم ... أشعارهم صحفٌ في الدهرِ غَرّاءُ.
أحسن الله إليك يا أبا بكر. وليس أخوك من المشيخة في شيء!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 11:55]ـ
تابع البقية .........
¥