6) العزلة الدعوية، والتسبب في الانغلاق على الذات وقلَّة مواجهة الجماهير أو الناس، بل التلكؤ في الزيارات الاجتماعية بحجج قد تكون ظاهرها الدعوة بيد أنَّ باطنها التعلق الشخصي الغريب بهذا العالم من خلال الشبكة العنكبوتية، وهنالك دراسات أجرتها مجلة عالم المعرفة حيث انتهت إلى أنَّ 40% من الشباب الذين يستخدمون الإنترنت أثَّر عليهم من الناحية الاجتماعية وجعلتهم أكثر انفراداً، وهذا بحد ذاته مشكلة في طبيعة الداعية، يجب على الداعية ألاَّ يقع فيها، فإنَّ لنفسه عليه حقاً ولربه عليه حقاً ولرأسه عليه حقاً ولنومه عليه حقاً، فليعط كل ذي حق حقَّه.

· أين الدور الدعوي الإسلامي للمواقع الدعوية غير العربية؟

توجد مواقع دعوية إسلاميَّة لأغلب اللغات الحيَّة في العالم، وفيها جهد لا بأس به، ومع اعترافي بأني جاهل في جميع اللغات الأخرى عدا العربية، إلاَّ أني حينما سألت عدداً من إخواني الدعاة الناطقين بعدد من اللغات الحيَّة في العالم؛ أخبروني بوجود مثل هذه المواقع ولكن من أكبر مشكلاتها؛ قلَّة الإبداع في العرض الدعوي، وقلَّة المواد المترجمة باحتراف فهنالك كسل وضعف في عملية ترجمة ونقل المعلومات المهمة باللغة العربية إلى اللغات الأخرى، بل ضعف الترجمة والنقل والنسخ من اللغة العربية للغات الأخرى، ما يسبب خللاً في المفاهيم أحيانا.

وهذا راجع وناتج كما ذكرت مراراً وتكراراً إلى ضعف أدوات التخطيط للأسف الشديد، وقلَّة التنظيم فيما بيننا بل الفوضى الفكرية والغثائيَّة الدعوية في الحقيقة بكثرة المواقع والمنتديات على قلَّة التميز فيها فهذه مشكلة ومعضلة أكثر من كونها مفيدة وناضجة، وصدق الشاعر حينما قال:

درجنا على فوضى أضاعت جهودنا ... وغالوا بترتيب الجهود وأقدموا

وقد يرجع الحق المشوش غائبا ... وينتصر البطلان وهو منظَّم

ونحن حينما ننتقد ذلك لا يكون نقدها من قبيل النقد الذي يساوي النقض بل النقد الذي يرافق النصح ومحبة أن نرى هذه المواقع تتجمع فيما بينها وتكون مشروعا دعويا رائعا

شهد الله ما انتقدتك إلا ... طمعا أن أراك فوق انتقاد

ومن أعظم الأسباب في قلَّة المواقع الدعوية باللغات الاخرى قلَّة العمل بعقلانية ورشد، فهنالك المئات من المواقع العربية الإسلامية الدعوية، وأعتقد أنَّه لو جمع 40 موقعاً منها وأطلق أصحابها 10 مواقع من هذه المواقع الأربعين لكان فتحا جديدا من فتوح الدعوة المؤثرة الجادة، والمشكلة كذلك أنَّ كذلك ضعف المعرفة باللغات الأجنبية عموما يؤدي لقلَّة النقل المعلوماتي الثري من اللغة العربية لغيرها بل من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، كما أنَّ عامل الاستبداد السياسي الذي عزل الناس عن كل ما هو في الخارج فانكفؤوا على إصلاح أنفسهم داخليا، وكذلك المعرفة بالحال الداخلية الدعوية ومدى الضعف والتقصير فيها وفي المقابل الجهل بمعرفة حال الخارج، ونلاحظ كذلك أنَّنا والخارج في حالة حرب وصدام عسكري في الغالب فيسود خطاب الحرب أكثر من خطاب الحوار والدعوة خاصة وأن الحرب دفاعية.

· الدعوة الإسلامية ودورها تجاه الإساءات والافتراءات على الإسلام:

ينبغي أن نضع في بالنا نقطة ذات أهمية بالغة وهي أنَّ بعض المؤسسات الإعلامية الغربية المدعومة من الإعلام الصهيوني العالمي أو تلك التي تمتلك اتجاها معاديا للإسلام والمسلمين لا تألو جهدا في التعرض لمواقف معادية واستغلال أي توجه مناقض للإسلام أو أي خبر لا يؤيد المواقف الإسلامية بتأويله وتفخيمه كرأي حر متبع بغية إقناع القارئ أو المستمع أو المشاهد الغربي بسلامة الرأي والفكرة المعادية المطروحة.

فقد أشار مثلا الموقع الإلكتروني swissinfo.ch بتأريخ 22 مارس 2007م تحت عنوان: اعترافات بانحراف الإعلام الغربي في حديثه عن الإسلام بأن الخبراء المشاركين في ملتقى لوغانو بسويسرا عن دور الإعلام والعلاقة بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي، توصلوا إلى تأكيد انحراف الإعلام الغربي بتركيزه على إظهار الصور السلبية عن الإسلام.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015