5ـ المساهمة في إنشاء مواقع ذات طابع معيَّن ومتخصص، وطرح أساليب دعوية رائعة ومتجددة، وذلك من خلال التعاون بين طلبة العلم والدعاة وخبراء التقنية الذين يفيدونهم بجديد الإنترنت فالحاجة أم الاختراع؛ شرط أن يكون في هذه المواقع تقديم لقضايا متجدِّدة، وبمعالجات مفيدة وجديدة، كأن تكون هناك مواقع تهتمُّ بالدراسات الإسلامية المتعمِّقة، أو مواقع مختصَّة بالسياسة الشرعية ومعالجاتها الواقعيَّة، أو مواقع دعوية قويَّة لدعوة المسلمين بلغاتهم المتعددة، كاللغة الصينية والأورديَّة وغيرها، ولا ريب أنَّ هذا ممَّا يشجِّع النفس على العمل لهذا الدين ونشره في الآفاق، ورحم الله الرافعي حيث قال: (إن لم تزد شيئاً على الدنيا، كنت أنت زائداً على الدنيا) وحي القلم (2/ 80).

6ـ أن تؤسَّس هيئة أهليَّة غير ربحيَّة للقيام بدراسة الجدوى للمشاريع الفكرية والإعلامية، التي هدفها إصلاح الأمَّة والنهوض بها، مع إيجاد عملية مراجعات جادة للجهود الدعوية المبذولة على الإنترنت، واستبعاد السلبيات والمحافظة على المكتسبات والإيجابيات.

7ـ التخصُّص في مادة الموقع، فحبذا لو كانت هنالك مواقع دعويَّة متخصصَّة في بعض المجالات، فواهاً لموقع يجمع جميع التجارب الدعوية الناجحة منذ عصر الرسالة وإلى هذا العصر؛ لكي يفيد الدعاة إلى الله، أو موقعاً متخصصاً يشرف عليه نخبة من الدعاة الأكابر ويكون هذا الموقع لكل الدعاة إلى الله يفيدهم في وسائل الدعوة وأساليبها وطرقها وكيفيَّة أدائها ويجيب على استفسارات الدعاة والمشاكل والعقبات والعراقيل التي تواجههم، والحديث عن إيجابيات الدعوة في بلد محددة وسلبياتها واحتياجات الدعاة.

ومهم كذلك في هذا الإطار التخصصي القيام بتكوين لجان دعوية تراقب العمل التنصيري لبعض جهات التنصير في العالم من خلال شبكة المعلومات ومتابعة جديدهم وما يمكن أن يقدموه من خدمة لمبادئهم، والنسج على منوالها شرط ألا تكون مخالفة للشريعة، كما أنَّ مؤسسات دعوية أخرى تراقب العمل الدعوي لحزب أو جماعة ضالة، ويرى أساليب الدعوة لديها.

ولنأخذ مثالاً على المواقع المتخصصة الناجحة: فمثلا موقع (المنبر) والخاص بالخطباء والذي يتحدث عن كل ما يهم الخطيب في أحكام وأدب الخطابة وأساليبها، وفيه كذلك كثير من الخطب الموجودة في عدد من بلدان العالم الإسلامي، فكم أثَّر هذا الموقع على كثير من الخطباء وأفادهم وصقل مواهبهم وكان فزعة لهم في كثير من مواضيع الخطاب والتي قد يحارون فيها.

ومن المؤكَّد في مجال التخصص الانتباه للمواقع الفاسدة، فللبوذيين وعبدة الشيطان والهندوس مئات المواقع بلغات العالم الحيَّة وكذلك قليلة الاستعمال، بل إنَّ الصين والتي يبلغ عددهم مليار شخص ولديهم اللغة الصينية التي يتحدثون بها لا يوجد للمواقع الدعوية الإسلامية المؤثرة سوى النزر اليسير جدا وبجهود ضعيفة وإمكانيات قليلة فمن لهذه اللغة وللمليار شخص ليقيم مواقع قويَّة، ومن لعشرة آلاف موقع تسيء وتهاجم الإسلام بصورة مباشرة أو غير مباشرة لكي يكشفوا زيف وبطلان ما في هذه المواقع؟

في النهاية إنَّ من أمور التجديد في مواقع الدعوة على الإنترنت أن ندرك الواقع المعاصر الذي نعيش فيه، فنكون أبناء زمانه، فلنحذر من الانسحاب إلى واقع عصور قديمة لنتحدث في مشكلاتها، بل علينا ألاَّ ننسحب ولا ننكمش ولا ننزوي عن واقعنا، بل نواجه مشكلاته بكل ما أوتينا من قوَّة علمية وإرادة عملية، وندرك الأهم في الدعوة قبل المهم، ونعقل ضرورة فقه الموازنات في أمور الدعوة، ونتعامل من خلال روح مقاصديَّة نابعة من الفهم الصادق والصافي من نصوص الوحيين كتاباً وسنَّة مع الفقه المقاصدي لهما ولنصوصهما دون إفراط أو تفريط أو تغليب للمقاصدية على النصوص الشرعية كما يفعله بعض المستنيرين!

· بالإمكان أحسن ممَّا كان:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015