5) فتح منتديات جديدة ودخول أعضاء جدد في غالبيتهم ضحلي الثقافة والمعلومات ما يؤدي إلى تكرار معلومات معروفة بداهة، ممَّا لا يسع المسلم جهله.

· حلول في معالجة مشكلة التكرار الدعوي على الإنترنت:

حبَّذا لو اجتمع مؤسسو مواقع الشبكة العنكبوتيَّة المشهورة في مؤتمر حافل ممَّن كان لهم دور كبير في نشر العلم والدعوة ثمَّ يتداولون فيما بينهم طرق التأثير الإعلامي على الشبكة العنكبوتيَّة، ويكون لديهم توجيه لعموم المستخدمين لهذه الشبكة وطرق التعامل معها، وإبراز أهمية معايير الجودة والتعامل مع الشبكة العنكبوتية، ويضعوا لائحة تتحدث عن أساليب وطرق العمل الدعوي في الإنترنت فبالفعل الأمر مهم، ويناقشوا عدداً من القضايا المهمة في هذا الصدد، لكان ذلك خطورة في الطريق الصحيح.

وأرى كذلك أنَّ علاج هذه النَّمطيَّة المبرمجة على التكرار، والذهنية المستقرَّة على الاجترار من معلومات الآخرين، تكمن في عدَّة أشياء:

1ـ إعادة صناعة البرامج والمشروعات، برؤى واضحة، وخطط متَّسقة، والعبرة بالكيف وليس بالكم، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ التنظيم والتخطيط أساس النجاح.

2ـ صناعة الإبداع في المجالات الإعلامية، وترك الاستنساخ للبرامج والمشروعات، ومحاولة التشويق في الابتكار والتجديد، وذلك أمر إن استطعنا أن نتدرب عليه، فسنخنق حالة الركود الفكري التي تعيشها أمَّتنا، فهي أمثل مناخ وأحسنه لهدم كلّ إبداع وابتكار، والإبقاء على نمط التكرار.

والإبداع الذي نقصده عبارة عن: " عملية وعي بمواطن الضعف وعدم الانسجام والنقص بالمعلومات والتنبؤ بالمشكلات والبحث عن حلول، وإضافة فرضيات واختبارها، وصياغتها وتعديلها باستخدام المعطيات الجديدة للوصول إلى نتائج جيدة لتقدم للآخرين" وهذا تعريف الإبداع لدى الخبير المختص العالم تورانس torance، لهذا كان تعلم الإبداع وصناعته أمر ملح في عالم اليوم.

وإنَّ محاولة تدريب العقول على الخيال الواسع، وإطلاق الأذهان في توليد الأفكار، وفتح آفاق واسعة للتفكير الإبداعي من الأهميَّة بمكان، وهذا ما يعيب كثيراً من برامجنا ومشروعاتنا، وفي كلام بعض الناس حكمة؛ فقد كان نابليون يقول: (إنَّ عيب مؤسساتنا خلوها من أي شيء يتوجه للخيال) (انظر: مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي ـ للدكتور: عبدالكريم بكَّار/صـ26)

فلابدَّ أن تكون هنالك محاولة لصناعة بيئة تعنى بالإبداع وتربية الابتكار في عقول الشباب الداعي الناشئ على محبة الإسلام والدعوة إليه، بل توسيع مجال الخيال الإبداعي لكي يحقق في المستقبل شيئاً مما فكَّر به الشخص وكان في واقع الأمر خيالاً بيد أنَّ التجارب والتصميم والعزم والإرادة حوَّلته إلى واقع، ولهذا كان يقول أينشتاين: " إن الخيال هو الأكثر أهمية من المعرفة ".

3ـ لعلَّ من العلاجات النافعة لداء التكرار، قوَّة التوجيه الصائب للعمل لهذا الدين، وفتح مجالات التفكير الواسع في الفضاء الرحب لمزيد من الإنتاج الفكري، المتناغم مع أدوات الإبداع الحضارية، ولهذا إذا أردنا أن ندرس السبب الداعي لبعض المصلحين إلى تكرار مشروعات بلا رونق ولا إثارة إبداعيَّة من المجلاَّت والمواقع، أو بنفس الطريقة المتبعثرة والمتعثِّرة، فإنَّنا سنجد أنَّهم شعروا بكثير من الفراغ بلا توجيه، وهو ما أدَّى لوجود حالة الشلل الفكري، في الإيجابية المثمرة والموظِّفة لطاقاتهم في الاجتهاد لخلق وإيجاد برامج رائدة، ولذا فإنَّ من يقول بأنَّ: التكرار يغيِّب الأفكار، له وجه من الصِّحَّة ..

4ـ إن لم يستطع بعض المصلحين الإسهام بتأسيس مشروعٍ جديدٍ ومبتكر، ويخدم قضيَّة محدَّدة، وأعجزهم الأمر، وكانت لديهم من الطاقات المالية والفكرية والعملية، فلا أقلَّ من أن يساهموا في تشجيع المواقع القويَّة والناهضة، التي عرفت بدورها الساطع في توجيه العقول والأفكار، فذلك خير من أن يُبدأ بمشروع جديد، ويضع صاحبه يده على قلبه، خشية الإخفاق.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015