فيأتي من يوضِّح غامض المتن، فيدخل جملةً من عنده بين كل جملتين منه، كما يرقِّعُون اليوم الجلد المحروق من الإنسان بقطعةٍ من جلده السليم، فينجح الرتق أو يظهر أثر الفتق، وهذا هو (الشرح)!

ويأتي من يضع لهذا الشرح حواشي وذيولاً، يطوله فيها، فيجمله، أو يقبحه ويعطله، وهذه هي (الحاشية).

ويبدو ضعف الإنشاء في القرون المتأخرة حتى في مثل حاشية ابن عابدين، التي هي اليوم عمدة المفتين على المذهب الحنفي.

ثم يجيء من يعلِّق على هذه الحاشية تعليقات، وتسمَّى (التَّقريرات).

فلا الأسلوب عربيٌّ فصيحٌ، ولا المنهج قويمٌ صحيحٌ.

وانظروا (المبسوط) مثلاً للسرخسي، أو (البدائع) للكاساني، ثم انظروا (الحاشية).

أو انظروا في مذهب الشافعية (الأم)، ثم (مغني المحتاج).

إنَّ ما بينهما كالذي بين (أسرار البلاغة) و (شروح التلخيص)!

في كتب الأولين البلاغة والبيان، والأسلوب العربي المنير. وفي حواشي المتأخِّرين .. ! فيها ما تعرفون)).

انتهى بتصرُّفٍ يسيرٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015