وبدأت دراستي في الكلية وأنا ما زلت أذهب الى الكنيسة أعمل نشاطاتي المسيحية المعتادة، حتى أني كنت أبعث بعض البرامج والمناهج الجديدة للكنيسة في الأردن وأساعد في تدريس الانجيل للأطفال.
في ديسيمبر عام2003 انتقل أبي الى رحمة الله تعالى متأثرا بمرض السرطان الذي كان قد أصيب به (نسأل الله أن يرحمه)، ولكن هذا لم يوقفني من متابعة رسالتي في الحياة، في الحقيقة أقول بأني أتيت الى الولايات المتحدة لأبشر عن المسيحية وأكمل خدمتي التبشيرية، وكان هدفي العمل على إعتناق العرب المسلمين للمسيحية، لأنني أعتقد أن امريكا هي دولة حرة فيها حرية الفكر والتعبير والكلام.
وهكذا تقابلت مع مجموعة من الأصدقاء المسلمين، وبدأنا التحدث عن الديانات المسيحية والاسلامية، فأنا أعرف التوراة والانجيل حق المعرفة، كنت أناقشهم بحدة وأحاول اقناعهم للارتداد.
وهكذا أحضر أصدقائي شاباً اسمه مصطفى بالحور – الذي هو زوجي الآن – ليكمل النقاش معي. وكان هذا الأمر بالنسبة لي كان كالسباق، فعلاً كانت لدى الرجل المعرفة الواسعة في القرآن والسنة، فكان هذا سببا لألا أحبه. وكنت معظم الوقت أحاول اضافة الوقود على الدخان لتضخيم المسائل الدينية، وأحياناُ نصل الى نهاية عقيمة مغلقة، فأنا كنت عنيدة جداُ لدرجة أنني بدأت أحس بالارهاق.
على كل حال، كانت أمي قادمة في أيلول 2005 واعتقدت أن هذه حجة مناسبة لتجنب النقاش والذهاب إلى حال سبيلي، لأنني كنت أشعر بالضيق.
كنت أعتقد أنها ستكون اهانة لي لو خسرت النقاش، لذلك قلت لأصدقائي أن علي الذهاب، ولكن مصطفى ناداني باسمي وقال: "أريد دليلاً" فسألته عما يتحدث، قال: "اذهبي فتشي الانجيل بكامله، لن تجدي آية واحدة تفصل أن المسيح قال عن نفسه أنه هو الله، لم يقل أبداً: أنا الله" لقد وجدت هذه الفرصة المناسبة لدعوته للمسيح (الذي كنت أعتقد أنه المخلص الشفيع وأنه ابن الله فقلت ساخرة: "ما الذي تقوله، إنه من المؤكد أن هناك أيات كثيرة تقول أن المسيح هو الله! " قال مصطفى: "أعطني دليلا واحدا!! فذهبت إلى البيت وهذا السؤال عالق في عقلي يعذبني "
فتحت الانجيل وبدأت البحث، وبعدها ذهبت للأنترنت للبحث، ومن ثم الى الكتب ولم أجد شيئا يساعدني على الرد على التحدي ً.
وبعدها سألت أمي وبدأ نقاشي معها. قالت لي: "في الحقيقة لا يوجد هناك آية حقيقية تصرح أن المسيح قال عن نفسه أنه هو الله، ولكنه قال: من رآني فقد رأي الآب" فأجبت: "ولكن الآب والابن ليسوا متشابهين؟ " قالت: "ولكنك تعلمين أن لهم نفس المستوى في القوة، وهما واحد في الثالوث الأقدس "الآب والابن والروح القدس"
وجدت أن القضية الأولى فاشلة ولا يوجد لديها أي دليل، فقلت لنذهب إذن للقضية الثاينة ألا وهي: أن المسيح هو الابن ابن الله
بدأت بالبحث أكثر، ووجدت أن هناك معادلة مكتوبة في الانجيل، انجيل يوحنا 1:1 " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله" حسنا ً؟ اذاً فان الكلمة هي المسيح الذي خلق من بدء الخليقة وهو كان عند الله
ولكن في نفس الآية أو العدد يقول: " وكان الكلمة الله" فتعجبت أن الله = المسيح وأن الله مع المسيح في نفس الوقت! كيف يكون هذا؟
هذه معادلة رياضية باطلة، كيف يمكن أن يكون المسيح هوالله وهو معه في نفس الوقت، هل هو نوع من إنفصام الشخصية؟! هذا شيء غير واقعي ولا يمكن أن يتخيله العقل
لذا فقد تركت هذا النص وتوجهت الى نص آخر، الى رسالة يوحنا الأولى الاصحاح الخامس وعدد 7 يقول: " فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" فرحت جداً لأنني اعتقدت انني وجدت الحل؛ الآب=الابن=الروح القدس هم واحد.
ولكن العدد الذي بعده مباشرة 8 يقول: " والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد" الروح=الروح القدس، الماء=الآب، والدم=الابن. فكيف يمكن أن يكون الثلاثة= (هم) واحد والثلاثة (في) واحد في نفس الوقت، هناك فرق بين المعنيين.
¥