لذا تجد في سياق تعليل ما حدث يوم أحد يقول الله تعالى {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ. وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا .. الآية} [آل عمران: 66ـ 67]، وإن تتبعت المتشابه من الأحكام والأخبار تجد أن السبب الرئيس في عرضه هو إظهار فتنة من علم الله أزلا أنه مفتون ـ ولا يظلم ربك أحدا ـ، وهذا واضح جلي في غير ما موضع من كتاب الله. قال الله {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} (البقرة:26) فالأمثال التي في القرآن يضل بها كثيرا ويهدي بها الله كثيرا، ولكن من الذي يضل؟ إنهم الفاسقين. الذين علم الله أزلا أنهم مفتنون، وما الأمثال والأحكام والتشريعات إلا ليظهر ما في قلوبهم للناس.ومثل ذلك قول الله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} (المدثر:31) أرأيت لِمَ عدة أصحاب النار؟ فتنة للذين كفروا ... ، ومثله قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [الحج: 52، 53] وهذا أمر يطول المقام بشرحه وحسبك هذه الإشارة. ونسأل الله العظيم لنا ولكم الثبات
راجع تفسير الطبري للآية 97 من سورة النساء، وورد في تفسير بن كثير والقرطبي ذات الكلام تقريبا.
راجع ـ إن شئت ـ تفسير الآية 85 من سورة البقرة (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم ... الآية) في ابن كثير والطبري والقرطبي وغيرهم.وكذا تفسير الآية 52 من سورة المائدة قول الله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم) عند الطبري.وانظر سيرة ابن هشام ج2/ 48.والروض الأنُف 224
كان فيهم سبط يهوذا وفيهم كانت النبوة في بني إسرائيل، استدلُ على هذا بأن حيي بن أخطب كان منهم، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأم المؤمنين صفية ابنته حين قيل لها يا بنت اليهودي: (إنك لابنةُ نبي وإن عملك لنبي وإنك لتحتَ نبي ففيم تفخر عليك) الترمذي/ 3829، وأحمد/11943
انظر سيرة ابن هشام 2/ 120 وما بعدها. وتفسير قول الله تعالى (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا ... الآية) الطبري وابن كثير والقرطبي.
ذكر ذلك أهل السير على لسان أحد سادتهم وهو كعب بن أسد.
() د. هشام شرابي، المثقفون العرب والغرب، دار النهار للنشر، بيروت، ط2، 1978، ص 95 - 96.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 06:46]ـ
بارك الله فيك
لفت نظري العنوان فاردت التنيه
كان هنا تامه فيكون صواب العبارة:هل كان نفاق في مكه؟
وفقكم الله
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 07:01]ـ
صحيح وكان أهل مكة فصحاء لا يلحنون
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 07:05]ـ
قال شيخ الإسلام: ((واما قبل الهجرة فلم يكن الناس إلا مؤمن أو كافر لم يكن هناك منافق فإن المسلمين كانوا مستضعفين فكان من آمن آمن باطنا وظاهرا ومن لم يؤمن فهو كافر فلما هاجر النبى الى المدينة وصار للمؤمنين بها عز وانصار ودخل جمهور اهلها فى الإسلام طوعا واختيارا كان بينهم من أقاربهم ومن غير أقاربهم من أظهر الاسلام موافقة رهبة أو رغبة وهو فى الباطن كافر وكان رأس هؤلاء عبدالله بن أبي بن سلول وقد نزل فيه وفي امثاله من المنافقين آيات)).
وهذا نص في أن مذهب شيخ الإسلام في تعليل خلو مكة من النفاق هو ذات المذهب الذي يرفضه شيخنا أبو خالد ولاأدري هل كان شيخنا يعني شيخ الإسلام بالرد -لا أظن ذلك- لأنه نكر المردود عليه ومثل الشيخ لاينكر في هذا المقام ...
¥