التشيع الإمامي اليوم ـ بل ومنذ قرون ـ لم يعُد فيه شيء اسمه اعتدال إلا ما ندر. أما الشائع والغالب فهو غلوٌّ تتفاوت درجاته. وتبقى الأحقاد أصلاً جامعاً يشترك فيه الجميعُ إلا من شذَّ. ومن لديه شكٌّ في ذلك فليسأل الشيعيَّ عما سيفعله صاحب الزمان المنتظر حين يخرج من سردابه.
في الوقت الذي تدعم إيرانُ الرفضَ وتغذِّيه في شتى بقاع الأرض، وينشط المفسدون من أجل تشييع المناطق السنية التي ينتشر فيها الجهل. نرى كثيراً من دعاة السنة منشغلين بالحديث عن استحالة تحويل الشيعة إلى سنة، وأنه يجب الرضا بالواقع والتركيز على ترسيخ مفاهيم "التعايش" و"التعددية" بدلاً عن الحديث عن تحويل الشيعة إلى سنة.
وفي الوقت الذي يتلمس أهل السنة في كل مكان من السعودية أن تقوم بواجباتها الخارجية بصفتها الدولة السنية الأهم، تنطلق أصوات (دعاة!) من داخل المملكة تريد أن تلغي الهوية السنية للملكة، من خلال تحويل نظامها الداخلي إلى نظام "تعددي" بدل النظام "السُّني" الصِّرف الذي من المفترض ألا يعترف بدين إلا دين الإسلام السني الحق.
بالأمس القريب وبعد كل الأحداث التي تجري حولنا، قرأنا للمحامي عبدالعزيز القاسم لقاءً أجراه معه (موقع الإسلام اليوم) أنكر فيه الهوى الإيراني لشيعة المملكة. وذكر أن (الذين يحاولون تضخيم هذا الخطر إنما هم بعض الحكام ليوجدوا لأنفسهم دوراً إقليمياً أمام أمريكا)!
وقبل ذلك بيومين كان القاسم يتحدث لجريدة الحياة عن إيجاد مؤسسات دينية للطوائف داخل المملكة ترعاها الدولة من أجل تجاوز (تعقيدات التاريخ الماضي والصراعات القديمة)!
تساءلت وأنا أقرأ هذا الكلام: هل يحتاج القاسم إلى أن يضع رافضيٌّ المثقاب على رأسه كي يفهم الحاضر الذي يجري أمام عينيه قبل أن يتحدث عن تعقيدات التاريخ الماضي والصراعات القديمة؟!
قبل بضعة أشهرٍ مضتْ
جمعني مجلسٌ لبعض الوجهاء مع الرافضي (المواطن!) حسن الصفار (وهو ممن يُصنَّف في المعتدلين).
جرى في المجلس بحثٌ حول الولاء السياسي لشيعة المملكة، فسألته فيما لو تأزمت العلاقات مع إيران، أو اشتعلت حرب إيرانية أمريكية في المنطقة، وصدرت توجيهات من المرجع (الولي الفقيه) علي خامنئي لأتباعه عندنا بالتمرد والانحياز لدولة الرفض ضد بلدهم، فما واجب الفرد الشيعي الذي يتبع مرجعية خامنئي؟!
و بعد مناورة وممطالة لم يملك الصفار إلا الموافقة والتسليم بعبارات واضحة بأن الشيعي حينئذٍ لن يملك سوى الإذعان لأوامر مرجعه الولي الفقيه. فهل يفيق المغفلون؟
هذه حقيقة واضحة كالشمس حتى لو لم يقلها الصفار. لكن هناك من يفضل دسَّ رأسه في التراب لئلا يبصرها.
ختاماً أقول: إن الرفض مذهب لا يقبله العقل. لهذا لا يشيع إلا بالتقية وإغراءات المال وألاعيب السياسة.
الرفض مذهب مبني على الحقد، وهو عبارة عن منظومة أفكار خرافية لا تعيش إلا في الظلام. لذا يحرص شيوخ الروافض على محاصرة عقول الأتباع كيلا يبصروا طريق الهدى. ومع وصولنا لعصر الفضائيات فإن الفرصة الذهبية باتت متاحةً لأهل السنة إن أرادوا تحجيم خارطة الرفض. إذ يكفي إلقاء الضوء على عقائد ومبادئ القوم وشرحها كما هي، وعندئذٍ سوف تنكشف الصورة البشعة للجميع.
لكن يبقى العائق الأكبر الذي يحول دون ذلك تلك اللوثة التي باتت تُسمي الذَّب عن السنة وتعرية أهل الضلالة (صراعات تاريخية)، و (طائفيةً مقيتةً)، أو حتى: (تفسيراً عقدياً).
---------------------------
للكاتب / محمد بن سيف
هناك نقاش ماتع حول الموضوع لمتابعته اضغط هُنا ( http://alsaha2.fares.net/sahat?14@106.عز وجلvhpcCxFj2صلى الله عليه وسلم.0@.3b a9a7e5)
ـ[أبو عبد الله القاضي]ــــــــ[04 - Feb-2007, مساء 02:34]ـ
"في الوقت الذي تدعم إيرانُ الرفضَ وتغذِّيه في شتى بقاع الأرض، وينشط المفسدون من أجل تشييع المناطق السنية التي ينتشر فيها الجهل. نرى كثيراً من دعاة السنة منشغلين بالحديث عن استحالة تحويل الشيعة إلى سنة، وأنه يجب الرضا بالواقع والتركيز على ترسيخ مفاهيم "التعايش" و"التعددية" بدلاً عن الحديث عن تحويل الشيعة إلى سنة".
إن هذه وامثالها قواصم لظهر الدعوة الصافية التي حمل السلف لواءها، وفي الوقت نفسه تغيير لمنهجهم في الدعوة، فإنهم كانوا ععلى تيقظ بعداء الروافض للسنة ومن ثم ام يملوا من الكام في كتب العقيدة عن مخالفتهم للسنة وكتبوا في الرد عليهم المجلدات الضخام.
ومن أغبى الغباء أن لا تجد في بعض الأقطار اهتمام الدعاة بمخازي الروافض إلا إذا وجد شيء سياسي أو عسكري أو تخوف من تغلغلهم ... وأين كنتم قبل هذا؟ أليس الخطر الشيعي خطر اعتقدي بصفة أولى؟؟؟
حدث في مصر ان أفاق الدعاة لهذا الخطر وتكلم أهل السنة السلفيون في محاضراتهم ليوجهوا إلى خطر الترفض والرافضة وكان ذلك حين افتتن الناس بحسن نصر الله في معارك اليهود مع لبنان والتي كان حزب حسن نصر الله وراء كل كوارثها.
والسؤال:
لماذا لم يكن هذا الموقف العلمي قبل حسن نصر الله؟
وتخلف الدعوة العلمية لمصائب الشيعة كان من نتائجه القبيحة ان انساق الشعب في مصر وراء هتافات بعض المنتسبين للدعوة افسلامية وهو فخورون بهذا المجوسي؟؟؟
جزاك الله خيرا أخي الفالوجة على هذه الإنارة المهمة.