نازك شاعرة ليست كالجميع .. لقد قمت باعادة دراستها من جديدلأكثر من مرة وانا اقرأ شعرها الذي يترجم صورا حقيقية عما يعتمل في دواخلهاواعماقها .. نازك تترجم صورة حقيقية عن الذات والواقع. ويبدو لي انها برعتبراعة لا تضاهى ابدا في ان تعلن للملأ عن الذات المنطوية التي تختزنها منذ طفولتهاالمبكرة، وايضا عن الوحشة والاغتراب الذي تحس به الذات العراقية الاكبر .. لقدتوقعت ان اعصارا من دم عاصف سيطغى وان ثمة شظايا ورماد تتحدى ركود واقع مليءبالتناقضات الحادة. لقد اكتشفت نازك ان حياتها سكون وان ظلامها بريق في همس العدموصراخ الوجود .. فتنادي باعلى صوتها: النجاة .. النجاة من ذاك الشعور العميق! وزادها من الانطواء قنوط لا حدود او شواطىء له فلقد صنع الاحباط فيها ما فعل، فكلما حولها اموات لم يدفنوا في مكان اسمته وادي العبيد الذي ترفضه ولا تريد العيش فيه! فكل ما فيه جثث مقيدة ترسف بالاغلال ازاء تماثيل لا تفارقها العيون. لكنها برغمكل ذلك فهي لا تكف عنهم ابدا اذ تسمعهم نشيدها العذب ولكنهم يغطون في نوم عميق ولميزل مجلسها على تلها الرملي يصغي الى اناشيد امها ولم تزل طفلةً سوى انها قد زادتجهلاً بكنه عمرها ونفسها. وليتها لم تزل كما كانت قلباً ليس فيه الا السنا والنقاءوكل يوم تبني حياتها احلاماً وتنسى اذا اتاها المساء. ايه تل الرمال ماذا ترى ابقيتلها من مدرسة الاحلام. انظر الآن هل ترى في حياتها لمحة غير نشوة الحياة او الوجود. وأجد نازك هنا وكأنهاتريد التعبير في نصوصها عن خفايا حقيقية ستتحقق لاحقا في قابل الزمن .. خصوصا فيالذي يكمن في نصوص شعرية رائعة كتبتها، في قصائدها مثل انا، و مأساة الحيياة" عاشقة الليل " و " الكوليرا " و " مرثية يوم تافه " و " انشودة السلام " و " صلاةالاشباح " و " غرباء " وغيرها من القصائد التي تترجم واقعا عصيبا محشواً بالاحداثاالصعبة المصحوبة بالحزن ومرارة الحياة القاسية! ونستشف من خلالها على سمة حزن عميق مصحوب بالم يستمر خلال الايام والسنين. ولها عدة دوواين شعرية نشرتها هي -
- عاشقة الليل صدر عام 1947.
- شظايا ورماد صدر عام 1949.
- قرارة الموجة صدر عام 1957.
- شجرة القمر صدر عام 1965.
- مأساة الحياة وأغنية للإنسانصدر عام 1977.
- للصلاة والثورة صدر عام 1978.
ثم جمعت هذه الدواوين وطبعت باسم الاعمال الكاملة بمجلدين
والمتتبع لامور نازك الملائكة يستشف انها شاعرة وناقدة فذة متمكنة ومثقفة ثقافة فقد جمعت اضافة الى الشعر بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذييكتبه الشعراء، اى النقد ونقد الشعر فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي استاذة جامعية لهامكانتها في الوسط الاكاديمي، وهي فنانة - كما يقال - في فن القاء المحاضرةالأكاديمية في النقد، وانها تمارس نقد الشعر بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي وخصوصا الشعر الحديث لأنها شاعرة لامعة في الشعر الحديث ترى الشعر بعداً فنياً حراًلا يعرف الحدود أو القيود. . ولقد توالت النكسات والالام على نازك على امتداد السنوات الاخيرة، واصيبت بامراض عدة وغادرتالعراق ولم ترجع اليه
نازك شاعرة ليست كالجميع .. لقد قمت باعادة دراستها من جديدلأكثر من مرة وانا اقرأ شعرها الذي يترجم صورا حقيقية عما يعتمل في دواخلهاواعماقها .. ان نازك تمثل صورة حقيقية عن الذات والواقع. ويبدو لي انها برعت براعة لا تضاهى ابدا في ان تعلن للملأ عن الذات المنطوية التي تختزنها منذ طفولتهاالمبكرة، وايضا عن الوحشة والاغتراب الذي تحس به الذات العراقية الاكبر .. لقد توقعت ان اعصارا من دم عاصف سيطغى وان ثمة شظايا ورماد
تضمّنت قصائدها حالة من التّبرّم المتّسمة بظاهرة الحزن، وهي ظاهرة إنسانيّة خالصة عمّقتها ظروف الحياة المعاصرة، فباتت هذه الظّاهرة علامة فارقة للشّعر العربيّ المعاصر، وقد تعاملت معها نازك الملائكة تعاملاً وجوديّاً خالصاً انطلاقاً من وعيها الشّعريّ ومن إحساسها المرهف بالوجع الإنسانيّ.
¥