وقيل أن عمر بن أبي ربيعة قد تأثر بشعر جميل بن معمر فأبدى إعجابهبرائيته التي يقول فيها \
أغاد أخي من آل سلمىفمبكر؟
أبن لي أغاد أنت أم متهجر
فعارضها عمربقصيدة رائية ايضا تحاكيها روعة وجمالا من نفس الوزن والقافية ومنهاقوله
أمِنْ آلِ نُعْم أنتَ غادٍفمبكرُ
غداةَ غدٍ أم رائحٌ فمهجّرُ
وفي العصرالعباسي فقد وجدت حالات فردية ايضا تأثر فيها الشعراء بقصائد فحاكوها اونسجوا على منوالها من ذلك قصيدة ابي نؤاس التي يقول فيها \
يا ريم هاتِ الدواةَوالقلما
أكتب شوقي إلى الذي ظلما
فقد عارضه الشاعرالخراز بقصيدة التزم فيها ذات الموضوع والوزن والقافية وحركة الروي يقول فيها \
إن باح قلبي فطالما كتما
ما باح حتى جفاهُ مَنْ ظلما
ولم تكثر المعارضات في الشعر العباسي الاانه لايخلو من نماذج منها
فلما قال أبو تمام قصيدته الرائعةالتي مطلعها \
السيفُ أصدقُ أنباءً منالكتب
في حدّه الحدُّ بين الجدّ واللعبِ
عارضهالشاعر القيسراني بقصيدة مماثلة مطلعها
هذي العزائمُ لا ما تدعيالقُضُبُ
وذي المكارمُ لا ما قالتالكتبُ.
أما المتنبي فقد عارضه الكثير من الشعراء حيث انه (مالئ الدنيا وشاغل الناس). كما قيل فيه وهل من شاعر بعد المتنبي فكل الشعراء عيال عليه فعندما قال قصيدته في مدح سيف الدولة \
على قَدْرِ أهلِ العزم تأتي العزائمُ
وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ.
عارضها ابن زريك بقصيدته التي مطلعها
ألا هكذا في الله تمضي العزائمُ
وتقضي لدى الحرب السيوفُ الصوارمُ
و عارضه الشاعرر القائد أسامة بن منقذ بقصيدة مطلعها
لك الفضل من دون الورى والأكارم
فمَنْ حاتمٌ؟ ما نال ذا الفخر حاتمُ
-وعندما قال المتنبي قصيدته الاخرى التي يمدح بها سيف الدولة، ومطلعها ايضا
أعلى الممالك ما يُبنى على الأسَلِ
والطعنُ عند محبيهن كالقبلِ
عارضه الشاعر عبيد الله الموصلي بقصيدة مطلعها
ظبا المواضي وأطراف القنا الذبل
ضوامنٌ لك ما جازوه من نفل
-وعندما قال المتنبي قصيدته في تفضيل الاعرابيات على بنات الحضر او بنات المدن او الحضريات التي مطلعها
بأبي الشموس الجانحات غواربا
اللابسات من الحرير جلاببا
عارضه الشاعر صفي الدين الحلِّي بقصيدة مطلعها
أسبلن من فوق النهود ذوائباً
فجعلن حباتِ القلوب ذوائبا
وكذلك قصيدة البوصيري في مدح الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وقد عارضها كثيرون بعده
ويعد هذا الفن إحياء للفن العربي ولتراث الشعراء السابقين في كل زمان ومكان، حيث نشطت فيه حركة الشعر العربي مما ادى الى ان تشد هذه المعارضات الشعرية ماضي الشعر العربي بحاضره وربما بمستقبله في حالة وجود شعراء يتبعون هذا النسق من القصائد العربية
و أن المعارضات وجدت ايضا في الشعر العربي الأندلسيّ، عندما شعر الأندلسيون أنهم أقل من الشعراء العرب في الشرق علماً في علم الشعر فقام كثير من شعراء الأندلس بمعارضة قصائد مشهورة لشعراءفي شرق البلاد الاسلامية كما تلقبوا بألقاب كبار شعراء الشرق العربي، فلقّب ابن درّاج القسطلي بـ (متنبي الأندلس)، لكثرة معارضاته للمتنبي، ولقّب ابن زيدون بـ (بحتري الأندلس)؛ لكثرة معارضاته للبحتري. الأندلس من ذلك معارضة أبي بكر الأشبوني لرائية أبي فراس الحمداني التيمطلعها:
أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبرُ
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ؟
فقال الأشبوني:
وليل كهمّ العاشقين قميصُهُ
ركبتُ دياجيهومركبُهُ وعْرُ.
ومعارضة ابن دراج القسطلي لأبي نواس التي يمدح فيها الخصيب، ومطلعها:
أجارةُ بيتينا أبوك غيورُ
وميسورُ ما يُرجى لديك عسيرُ
فعارضه ابن درّ ا ج بقصيدة يمدحفيها المنصور بن أبي عامر، مطلعها:
ألم تعلمي أنّالثواءَ هو الثرى
وأنّ بيوتَ العاجزينقبورُ
وعارض أبو الحسن البغدادي الملقب الفكيك مسلم بن الوليد في قصيدته التيقالها في مدح الرشيد والتي فيها:
أديرا عليّ الكأسَ لاتشربا قبلي
ولا تطلبا عند قاتلتي ذحلي
فقالابو الحسن معارضا:
لأية حال عن سُنّةِالعدل
ولم أصغ يوما في هواك إلى العذل
كما عارضها محمد بن عبد ربه صاحب العقد الفريد بقوله:
أتقتلني ظلماً وتجحدنيقتلي
وقد قام من عينيك لي شاهد عدل
-وعارض أبوبكر بننصر الإشبيلي أبا تمام في رائيته التي يمدح فيها المعتصم والتيمطلعها:
رقّتْ حواشي الدهر فهي تمرمرُ
¥