سلبوا محاسنها بزخرف قولهم
في غفلة وقضوا على الأسلاب
جاسوا خلال ديارنا وتراثنا
سلبا ونهبا في ثياب ذياب
وَاستحسنوا من ذاك غير محسَّن
واستصوبوا من ذاك غير صواب
وَالخطب أدهى في احتلال عقولنا
لا في احتلال أجارع وروابي
إن كانت أبوابا فكل يعتمي
فيما انتحاه أقربَ الأبواب
وَالعلم قد وعد النبي بقبضه
داعِيه بين الناس غير مجاب
لم يبق منه اليوم غير صُبابةٍ
قد حوربت بأسنَّةٍ وحِرَابِ
فتكا كفتك ربيعة بن مكدم
وعتيبة بن الحارث بن شهاب
والمرسلات من المصالح بعضها
يدعوه داعي الشرع بالإيجاب
هل جاز الاستنباط عندهم لمن
جهلوا وسائل سنة وكتاب
كيف التسلق للذرى ممن هم
لم يسعفوا بسليقة الأصحاب
إن السليقة في صحاب المصطفى
أغنتهم عن مكتب وكتاب
طبعوا على فصح اللغات كماهم
طبعوا على التصريف والإعراب
طبعوا على علم البيان ومنطق
لا يرتقى لسماه بالأسباب
طبعوا على حفظ وفهم دونه
كلَّت شبا الأرماح والنُشَّاب
ما استنشد المختار من شعر يرى
دوما يرى ببال للعتيق وباب
وعزوا لأم المؤمنين رواية
فيها تحار نُهى أولي الألباب
وَأبو الفتوح العدل قد أغرى على
ديوان شعر أولئك الأعراب
وَالأصبحي أبى قبول رواية
قد كان فيها الحفظ حفظ كتاب
وَوعى أبو العباس ما في مجلس
قد كان أنشده أبو الخطاب
وَحكوا عن الجعفي في بغداد ما
يغني عن الإيجاز والإطناب
وَلأمة المختار فضل زيادة
في الحفظ كالإسناد والأنساب
وَلهم أناجيل الصدور علامة
مِيزوا بها عن سائر الأحزاب
وَالعلم قد فازت به الحفاظ ذا
مثل جرى في غابر الأحقاب
وَمُحاول استقراء ذلك لا يني
في حيرة من جيئة وذهاب
ومن العجائب والعجائب جمة
أَضحَى العُجابُ لهن غير عُجاب
تقليل شأن الحفظ بل تسفيله
وَكأنه عاب وليس بعاب
وَإذا محاسنيَ التي أدلى بها
كانت مساوئ، ما يكون جوابي؟
عفوا إمام العصر مفرده الذي
قد قام محرابا لدى المحراب
هذي بضاعة طالب متشاعر
متهافت الأوتاد والأسباب
ما عد في المليون من شعرائهم
أَنَّى يضم الصُّفر للزِّرياب؟
وَلقد أطال وما أطاب وربما
يُلفى مطاول القول غيرَ مُطاب
ما إن أراد إفادة من ذا الذي
يُهدي مَنا وشل للُج عباب
أمن يزيد البدر رفعة منزل
أم من يعير الشمس ضوء شهاب
لكن تحايا غائب يرعى لكم
في طيِّهِنَّ أمانة الغيَّابِ
وَالله يبقيكم منارا للهدى
ويثيبكم منه جزيل ثواب
انتهت وللعلم الشيخ اباه الآن يعتبر في شنقيط من أعظم المراجع بعد رحيل
الشيخ عدود والشيخ بداه لا أعلم له نظيرا إلا إذا كان الشيخ محمد عبد الله
ابن الصديق الجكني حفظهم الله وسائر علمائنا آمين.
ربما يكون فيها سقط عند الكتابة فلم أعد النظر فيها بعد
كتبه العبد الضعيف التلميد بن محمد