ـ[التلميد]ــــــــ[15 - عز وجلec-2010, صباحاً 01:47]ـ
هدية لشيوخي الأعزاء العوضي وعصام والعروي وبقية الشيوخ ومحبي الأدب
العلامة أباه بن عبد الله العلوي شيخ محضرة النباغية يرد على أبيات للداعية
الشيخ عائض القرني التي اعتذر فيها للشناقطة عما صدر منه في حق المنهج
التعليمي العتيق الذي تتبعه (المحاضر):المدارس العتيقة في شنقيط وغيرها من
بلدان العالم الإسلامي قديما وهذه أبيات الشيخ عائض حفظه الله
قل للشناقطة الكرام تثبتوا
فمحبكم ما حاد عن أحبابي
أنتم نجوم العلم بل أقماره
أوقاتكم في سنة وكتاب
الله يعلم كم نعظم مجدكم
يدري بها الأبرار من أصحابي
وَجاء الجواب شاكرا ومقدرا ما تقدم به الشيخ القرني، وعلى منوال أبياته في البحر والروي
قال الشيخ اباه حفظه الله
مني لحضرة نُجعة المُنتاب
زين الندى وحلية الكتَّاب
العائض القرني عائض قرنه
برياض علم أخضلت وجوابي
العالم الصدر الإمام المرتضى
والعامل الأواه والأواب
أسنى تحايا مثل طيب خلاله
لا من شذا رند وعَرف مَلاب
جاءت تؤدي بعض واجب حقه
وَلها خطاب بعد فصل خطاب
وَافت تجوب إليه كل تنوفة
كم من إكام جاوبت وظراب
وافت تقدر كلما قد ضمه
من رفع مرتبة وعز جناب
وافته شاكرة أياديه التي
عمت بغيث مخصب معشاب
وجليلَ أعمال له من رامها
نكصت به الأعمال للأعقاب
وبصيصَ نور الحق من أقلامه
يستلّ كل سخيمة وخِلاب
وإذا تباشير الحقيقة أشرقت
بطلت مخايل شبهة وكذاب
قلم إذا سمع العتيّ صريره
خال الصرير زئير أسد الغاب
وَإذا أجال الطرف بين سطوره
أخذته منه هِزة الأطراب
فيظل من عجب ورعب دائرا
ما بين شُهد يحتسيه وصاب
ما إن كبا دون المرام جواده
كلا ولا العضب الجُراز بناب
أهدى لنا نثرا وشعرا رائقا
يُزري بتبر سبائك وسِخاب
إن الشناقطة اقتنوا من مدحكم
ما يفخرون به على الأتراب
صدّقتم دون الأليِّة منكمُ
ودراية الأبرار من أصحابي
من ذا يظن بكم سوى ما أنتمُ
أهل له في مذهب ومئاب
هذا ولا نرتاب في إخلاصكم
أبدا ولا نصغي إلى المرتاب
ولقد عدا عن صوب فهم كلامكم
مَن سددوا لكمُ سهام عتاب
حتم على من سل سيف عتابه
أَن ينثني والسيف رهن قراب
وليقدروا مقداركم وليلزموا
أدبا ملاك الأمر في الآداب
والود يرسخ بالعتاب ولم يزل
بين الأوُد وسيلة الإعتاب
قد لاح للاَّحين صوب صواب
فالحق أصبح راجعا لنصاب
وَالعلم أولى من حماه مثلكم
لا تتركوه نُهبة النُّهاب
ليكن هزبر الحق منكم دونه
يحمي حماه ببرثن وبناب
حاشا نجابة مثلكم أن تنكروا
ما كان خير مفاخر الأنجاب
إنَّ المتون فهارس علمية
في جيب ساع للعلوم وجاب
تنقاد فيه شاردات عَصيِّها
ومصونها يعتوا على الحُجَّاب
وَلطالما أثنى على أربابها
أعدى العدى فضلا عن الأحباب
من رام علما دون حفظ متونه
قد رام يبرد غلَّة بسراب
أو راود الطلاب عنه فإنما
دَبَّ الضَّراء لغِرّة الطُّلاب
والجلّ من حفاظها من قبلها
حفظوا كتاب الله في الكُتَّاب
وَهناك بعض منهم قد أحرزوا
من سنة المختار ملئ جِراب
ما حل منهم حافظ في بلدة
إلا بدا بدرا بدون حجاب
والمنصفون إذا رأوه رأيتهم
مصغين من عجب ومن إعجاب
خاضوا علوما دارسين متونها
في ظل أخبية ودفئ قباب
وعلى متون ركابهم إن يرحلوا
ناهيك من ركب لهم وركاب
تَطلابها أنضى جسومهمُ وكم
أنضى جسوما شُقَّة التَّطلاب
من كل خِرق شب غير مهبل
فَكَأن مضجعه مسلُّ شِطَابِ
ضَربٍ خشاشٍ شمري شاحبٍ
مخشوشن متمعددٍ صُيَّاب
تحدوهمُ همم عوال سابقت
عجْزا لشيب أو ضياع شباب
ل بد لطلاب من صبر على
مَا كان من إتعاب أو إتراب
قد أعربوا عن علمهم إذ علمُهم
كانت عليه ملحة الإعراب
لا يأمنون عليه غير صدورهم
لا في رفوفٍ سُمِّرتْ وعِياب
تهفوا إليه نفوسهم ما صدهم
ما للشبيبة من صبا وتصابي
مستصحبين طريقهم وفريقهم
لا عار في استصحاب الاستصحاب
ولكل ناس مشرب ألفوه إذ
عرفوه بين السلب والإيجاب
لم يحجلوا في مشيهم متشبيهيـ
ـن بغيرهم فيه كحجل غراب
من حاد منهم عنه أنشد حاله
قول المغيري المجيد الرابي
(فغدوت كالمهريق فضلة مائه
في لفح هاجرة للمع سراب)
إِذ للدروس مناهج لو لم تَمل
من بعد تشريق إلى استغراب
لو لم يقلد أهلها أعادءهم
تقليد مغلوبين للغلاَّب
¥