ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحدا فلم تر ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فلذلك سعى الناس بينهما. فلما أشرفت على المروة، سمعت صوتا فقالت: صه. تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث. فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه - أو قال: بجناحه - حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا أو جعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف"

عرفت المرأة الصالحة أن رحمة الله لم تدعها؛ بل سيمتد أثرها لحرمة البيت العتيق ليكون أمنًا حين يخاف الناس، وغنيًّا ومكفولًا بالرزق حينما يفقر الناس؛ فيهفو إليه من كلّ فجّ عميق الملوك والمملوكين، والرؤساء والمرؤوسين، والأغنياء والفقراء ...

فكان لسيدة المتوكلات أن يستجب لهّا ربّ العباد - وهي تدعوه ما بين الصفا والمروة ولم تيأس وتقطع الأمل - ويمنّ على وليدها بماء زمزم مبارك لو تركته دون أن تغرف منه لكان كما

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:

رَحِمَ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ أَوْ قَالَ لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا. (3)

هو تاريخ وجهاد أمّ .. وياله من تاريخ!!! .....

((جهاد أم في سبيل وليدها، قد تقبلّته السماء عبادةً وقربى، فجعلت من تلك القصة الإنسانية المؤثّرة للأمومة، سِفْرا يتلى في " الكتاب المقدّس " وجعلت من دعاء إبراهيم آية منزلة في " القرآن الكريم " ...

وكان مسعى هاجر وهرولتها بين الصفا والمرة سبعة أشواط، عزيزًا على الإسلام، كما كان عزيزًا على الأجيال من قبله، فدخل في الشريعة الإسلامية شعيرة من شعائر الله في الحج والعمرة.

وظلّت قصتها ملء التاريخ الديني، على مرّ الزمان.

وما كانت " هاجر " سوى أمة طريدة مضطهدة، نُبذت مع وليدها بالعراء في الفلاة الموحشة، بواد غير ذي زرع.

لكنها أم!

وكانت تلك الأمومة حسبها عبادةً وقربانًا!! ... " (4)

(1) أرض المعجزات " الدكتورة بنت الشاطئ " ص74

(2) " أرض المعجزات " ص 75

(3) مسند الإمام أحمد بن حنبل

(4) " أرض المعجزات " ص77

من إعداد وتقديم

بنت الشهباء

أمينة أحمد خشفة

ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[14 - عز وجلec-2010, مساء 10:08]ـ

رحم الله بنت الشاطئ

وجزاك الله خير أديبتنا الكبيرة بنت الشهباء

...........

ـ[بنت الشهباء]ــــــــ[17 - عز وجلec-2010, صباحاً 01:50]ـ

رحم الله بنت الشاطئ

وجزاك الله خير أديبتنا الكبيرة بنت الشهباء

...........

الأخ الفاضل أبو فواز

إن ما دعاني إلى أن أكتب هذا البحث المتواضع عن الأديبة العربية المسلمة " بنت الشاطئ " ليس إلا بهدف أن نبيّن بأن الأديبة كانت مثلا ونموذجا للمرأة المسلمة التي أرادت أن تجمع بين الزوجة الصالحة، والأم المربيّة، والمثقفة الواعية، والأديبة الرائدة لتثبت وجودها وكيانها وتنادي بأعلى صوتها: إليك أيتها المرأة العربية المسلمة فأبواب ومفاتيح العلم والنجاح مفتوحة أمامك على مصراعيها؛ لكن بشرط أن تحافظي على فطرتك وأنوثتك، ولا تستسلمي للضغوطات والعوائق التي تعترض طريقك ... والسبيل الوحيد للوصول لمراقي النجاح هو أن تكافحي وتصبري بهدف الوصول لهدفك وغايتك ....

وبهذا استطاعت الأديبة عائشة عبد الرحمن – رحمها الله – أن تكون علما من أعلام الأمة يفخر بها كل من عرفها وقرأ تراثها الذي تركته ذخرا لنا وللأجيال من بعدنا ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015