المنحرفة، والأدب العربي المزوّر، والنقد الأدبي المبني على المجاملة المشبوهة، أو الحقد الشخصي، كما يرفض لغة النقد التي يشوّهها الغموض وتفشو فيها المصطلحات الدخيلة والرموز المشبوهة، ويدعو إلى نقد واضح بنّاء، يعمل على ترشيد مسيرة الأدب، وترسيخ أصوله. الأدبُ الإسلامي أدب متكامل، ولا يتحقق تكامله إلا بتآزر المضمون مع الشكل. الأدبُ الإسلامي يفتح صدره للفنون الأدبية الحديثة، ويحرص على أن يقدمها للناس وقد برئت من كل ما يخالف دين الله عز وجل، وغَنِيَتْ بما في الإسلام من قيم سامية وتوجيهات سديدة. اللغةُ العربية الفصحى هي اللغة الأولى للأدب الإسلامي الذي يرفض العامية، ويحارب الدعوة إليها. الأديبُ الإسلامي مؤتمن على فكر الأمة ومشاعرها، ولا يستطيع أن ينهض بهذه الأمانة إلا إذا كان تصوره العقدي صحيحًا، ومعارفه الإسلامية كافية. الأدباءُ الإسلاميون متقيدون بالإسلام وقيمه، وملتزمون في أدبهم بمبادئه ومثله. إن رابطة العقيدة هي الرابطةُ الأصيلة بين أعضاء رابطة الأدب الإسلامي العالمية جميعاً، ويضاف إليها آصرةُ الزمالة الأدبية التي تُعَدّ رابطةً خاصة، تشدّ الأدباء الإسلاميين بعضهم إلى بعض، مع وحدة المبادئ والأهداف التي يلتزمون بها " *.

* " النعريف بالرابطة "، و" النظام الاساسي "، و" ما هو الأدب الإسلامي "، نشرة موقع رابطة الأدب الإسلامي العالمية، الألكتروني.

[16] لا ريب في ضرورة الغضب المستمر على الواقع المُزري، سبيلا إلى التغيير.

ثُمَّ لا ريب في جدوى المؤازرة الطبيعية في العمل الجماعي؛ فيدُ الله- سبحانه، وتعالى! - مع الجماعة، وحيثما يَمَّمنا وجدنا الذئبَ يأكل منّا شاةً قاصيةً.

ثُمَّتَ لا ريب في شرف البذل للثقافة والمثقفين، تيسيرا وتمكينا.

ولكنَّ الريب في مقابلة اللغة العربية في المبادئ، باللهجات العربية، لا باللغات الغير العربية، وإن كانت لغات شعوب أخرى من هذه الأمة، وفيما سبق من بيان علاقة الإسلام بالعربية، بلاغ.

ثُمَّ لكنَّ الرَّيْب في ذلك التعهد باطراح الصراعات السياسية والحزبية، وكأنه وفاء بما شَرَطَ الباذِلُ!

ثُمَّتَ لكنَّ الريبَ في أن تلتبس " سيطرة الأدب المزور على العالمين العربي والإسلامي "، على كثير من الأدباء الإسلاميين، بحيث يطَّرح ما سوى ما تقره الرابطة، في سبيل تأكيد الولاء بالبراء!

وحَسْبُنا التنبيهُ على ما لرئيس الرابطة الدكتور عبد القدوس أبو صالح نفسه، من تحقيقات مشهورة عندنا، لبعض كتب الأدب القديم، من مثل: " يزيد بن مفرغ الحميري وشعره"، و" تحقيق وشرح ديوان ذي الرمة لأبي نصر الباهلي ".

فإن يزيد شاعر مشهور بمخالفاته على أمير المؤمنين، في مثل قوله:

" أَلا أَبْلِغْ مُعاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ مُغَلْغَةً مِنَ الرَّجُلِ الْيَماني

أَتَغْضَبُ أَنْ يُقالَ أَبوكَ عَفٌّ وَتَرْضى أَنْ يُقالَ أَبوكَ زانِ "!

وإن ذا الرمة شاعر مشهور بصحبة عزة التي حَكَّمها عليه، بقوله:

" أَسيئي بِنا أَوْ أَحْسِني لا مَلومَةً لَدَيْنا وَلا مَقْليَّةً إِنْ تَقَلَّتِ "!

[17] ليس مجهولا على الزمان، بُعْدُ هِمَمِ الثُّوار للعقائد الصحيحة الطيبة، وجلال غاياتهم. ولكن المجهول ما يكون منهم بعد هدوء ثورتهم!

أخشى أن يكون أهلنا الأدباء الرابطيّون، قد اكتفوا ببعض ما شرطوا على أنفسهم، دون أن يغنيهم ولا أن يغنينا، عن بعضه.

إننا لا نجدهم كلما أردناهم، ولا حيثما أردناهم، ولا على ما أرادوا لأنفسهم وأردنا لهم؛ فإذا وجدناهم، كانوا كما قال أمير المؤمنين، شُرّاحَ إسلام وقُرّاءَ آيات.

ـ[سعيد يوسف]ــــــــ[12 - عز وجلec-2010, مساء 07:52]ـ

ما شاء الله

هذا فضل الله يؤتيه من يشاء

(الله يفتح عليك يا مولانا)

وشكراً لك يا أخي المليجي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015