الشاعر الاردني البدوي الملثم بقلم فالح الحجية

ـ[فالح الحجية]ــــــــ[02 - عز وجلec-2010, مساء 07:09]ـ

الشاعر يعقوب العودات

(البدوي الملثم)

ولد الشاعر يعقوب العودات بمدينة الكرك الكائنة في الاردن) في سنة \ 1909م وفي عام \ 1921

كان والده أوّل رئيس لبلديّة الكرك في العهد العثماني. لم يستطع يعقوب –في بداية حياته- إكمال دراسته؛ إذ توقّف عند التعليم الابتدائي، فقد اضطرّ إلى ترك الدراسة التي تلقّاها في مدرسة طائفة الروم الأرثوذكس ومدرسة (إلاليانس) الأمريكية، ومدرسة المعارف في الكرك

توفى والده مما اضطره الى ترك الدراسة وعمره اثنتا عشرة سنة واضطر إلى تحمل مسؤولية إعالة عائلته وهو في تلك السن المبكرة فكان يشرف على بقالة صغيرة في الكرك. وقيل انه لقب (ا لبدوي الملثم) بسبب حادثة له كان يوماً راكباً على ظهر حمار قاصداً السوق في مدينة الكرك حين رأى عن كثب شخصاً بدوياً ملثماً ذا طلعة مهيبة. فأعجب به وكنّى نفسه بالبدوي الملثم.

ظل يعقوب العودات يعمل ليعيل العائلة. وفي هذا الوقت درس على نفقة نفسه الإعدادية بمساعدة أساتذة المدرسة الأميرية في الكرك، واجتاز امتحان هذه المدرسة بتفوّق، ثم أتمّ المرحلة الثانويّة في إربد سنة 1931.

التحق بالجامعة السورية في دمشق –جامعة دمشق حالياً- إلا أنّ ضيق الحالة المالية حاللت بينه وبين إكمال دراسته فيها، فصرف النظر عن الدراسة إلى حين، والتحق بالوظيفة، فعيّن معلّماً في وزارة المعارف –وزارة التربية والتعليم حالياً- ومارس تدريس الأدب العربي والتاريخ في مدارس عمّان، وسوف، والرمثا، وجرش مدّة ستة أعوام.

نُقل من سلك التعليم الثانوي الى مجلس الوزراء حيث عين سكرتيراً لمجلس الوزراء الأردني ثم عين سكرتيراً معاراً للمجلس التشريعي، وبعد ثماني سنوات أمضاها في الوظيفة الحكومية في شرقي الأردن استقال وسافر إلى القدس، ليعمل في قلم الترجمة التابع للسكرتارية العامّة لحكومة ففلسطين، وكان ذلك سنة 1944. وفي القدس تزوّج من نجلاء بولس شحادة ابنة الصحافي الفلسطيني بولس شحادة، وعاصر النكبة الفلسطينية عام 1948، وعاد إلى شرقي الأردن مع أفواج اللاجئين الفلسطينيين، واستوطن مدينة الزرقاء فمدينة عمّان. وفي هذه الآونة عيّن في ديوان المحاسبة بوزارة المالية مدّة عام واحد، ثم استقال، وسافر في سنة 1950 في رحلة علمية إلى المهاجر العربية في أمريكا الجنوبية، واستغرقت الرحلة مدة عامين ونصف العام.

وفي عام 1950م، استقال من عمله، وذهب في رحلة علمية مدتها سنتان ونصف إلى أمريكا الجنوبية وقد الف هناك موسوعته الشهرية (الناطقون بالضاد) وهي عمل دقيق وضخم عن المهاجرين العرب في امريكا اللاتينية، والذين كان لهم نتاج فكري وأدبي ملموس في تلك الأصقاع. وكعادته في كل كتاباته،

عاد على أثرها إلى وظيفته في وزارة المالية، وبقي فيها حتّى أحيل على التقاعد بناء على طلبه في أواخر سنة 1968، ثم سافر إلى الكويت للعمل في إحدى الشركات، ولم يلبث فيها سوى بضعة أشهر بسبب متاعب صحيّة، اضطرته للعودة إلى الأردن، حيث انصرف إلى التأليف، و

كان البدوي الملثم شديد الحرص على توخّي الحقيقة والدقة وهو ما التزم به طيلة حياته رغم الصعاب والعوائق. ولعل فلسفته في الحياة وحرصه على الالتزام بمكارم الأخلاق يبدوان جلياً في كتابه رسائل إلى ولدي خالد وهو كتاب ضخم يضم رسائله الوجدانية إلى ولده خالد الذي كان يدرس الصيدلة في الجامعة الأمريكية ببيروت.

تظهر الرسائل عمق الإحساس الأبوي الذي يكنه الوالد لولده خ ومدى ما يشعر به من تفاؤل وثقة بالجيل الجديد من الشباب العربي الذي يمثله ولده حيث كان يرى في ولده والشباب بعمره مستقبل الأمة العربية. وقد كان البدوي الملثم متاثرا و معجباً بفكر الإمام الشافعي وكان يردد قصائده وخاصة بيتين كان يرددهما باستمرار:

يخاطبني السفيه بكل قبح

وأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة وأزيد حلماً

كعود زاده الإحراق طيبا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015