قصّةُ أُمِّ مَشْغُول! (لا تفوتنَّكم!!)

ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 11:36]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أسمار- قصّةُ أُمِّ مَشْغُول!.

رَيانَةُ الأعْطافِ!؛ عَاطِرَةُ الأكْنافِ!، واسِعَةُ العَيْنَينِ!؛ ضامِرَةُ الخَصْرَين!، إنْ مالَتْ قُلْتَ غُصْنُ البانِ بان!؛ أو قامتْ عَزَفَتْ في النُفوسِ أَلْوانَ الألْحان!، تَفْتَرُّ عن ثَغْرٍ لا تُحاكِيهِ الثُّغُور!؛ وتَزْهو بِنَحْرٍ هانَتْ دُونَهُ النحُور!، تَسْعَى سَعْيَ غَيْداءٍ عَرُوب!؛ وتَسْتَميلُ القُلُوبَ اسْتِمالَةَ هَيْفاءٍ طَرُوب!.

بَعيدَةُ الغَورِ في التَاريخ!؛ ففي عام (1998) اكتِشِفَتْ واحدَةٌ من جُثَثِ أجدادها في الولاياتِ المُتحدَةِ الأمريكِيَّة؛ وذكر خُبَراءٌ مُخْتَصونَ أنّ عُمرَها يُقدرُ ب (92) اثنتينِ وتسعين مليون سنة!!؛ أي أنهم عاشُوا قي عصر (الديناصورات) المنقرضة!.

عَريقَةُ النسب!؛حَكَى خَبَرَ أجْدَادِها (هِيرُودُوتُ) و (المِجَسْطِيُّ) وأنّهم كانُوا خَيرَ عَونٍ لشُعُوبِ الهِندِ حِينَما اسْتَنْجَمُوا الذهبَ لأوَّلِ مَرة!. كما في مقدمة (وِلْ ديُورانَتْ) ل (قصةِ الحضارة)!.

وعَقدَ أبو عَمروٍ الجاحظُ فَصْلاً نَفيساً في بَعْضِ كُتُبِهِ تحدثَ فيه عن مَحاسِنِ أجدادِها!.

أما (رُويال دِيكنْسون) فقد صَنفَ كتاباً ذكرَ فيه أنه ظَلَّ يدرُسُ شَخصِيَّتَها وأحْوالَها مُدَّةَ عِشْرينَ عاماً في بِقاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ العالمّ!!.

والدكتور ( رضي الله عنهill Hughes) قدمَ دراسَةً للأكاديميَّةِ الوطَنيَّةِ للعلومِ؛ أكد فيها أنها تتَمَتَّعُ بِنظامٍ فائقٍ في حياتِها المليئَةِ بالجدِّ والنشاط!.

وعَلماءُ الغرب عَكَفوا على دِراسَةِ عالَمِها أكثرَ مِن مائة سنة!؛ كانتْ كُلُّها مَلِيئَةً بالتجاربِ والدراساتِ والأبحاثِ حولَ عالَمِها الخَلاّب!.

والباحثُ (( Graham Currie أمضى عامين كاملين في مُراقَبَةِ ذهابِها وإيابِها؛ وكراهَتِها للفَوْضى وأسبابِ الهلاك!.

وقبل هذا وذاك فقدْ أَثْنَى عَلَيْها الكِتَابُ العَزيرُ؛ ونَهَى عنْ إيصَالِ الأَذى إِلَيْها رَسُولُ اللهِ صلى الله عليهِ وسلَّم!.

ومِنْ قدرِها في الحياةِ أن اللهَ تعالَى سَلّط أجدادَها على أُمَةٍ من الأمم فَكانُوا سَبباً لهلاكِها؛ وتلك الأُمةُ على ماذُكرَ هي (جُرهم) الذين جاوَروا إسماعيلَ وأمهُ عليهما السلامُ بِمكَةَ المكرَّمة!.

ومِنْ كَرَمِها وكَرَمِ قَوْمِها ما ذكره معاصِرُونَ مِنْ أنَّهم شَاهَدُوا جَماعَةً من النساءِ في (النَّيْجَرِ) إذا اشتدَّ بِهِنَّ الفَقْرُ وعَضَّتْهُنَّ أنْيابُ الحاجَةِ لَجَأْنَ إلى مَخازِنِ الطعامِ في قُرَاهم فاسْتَخْرَجْنَ ما فيها؛ لا تَبْخَلُ بشيءٍ من ذلكَ هي ولا قَومُها!!.

بلْ وفي أخبارِ مكةَ للأزْرَقيِّ أن بِئْرَ زَمزمَ حُفِرَ في قَرْيَةِ قَوْمِهاّ!.

فهلْ مِنْ لومٍ بعد هذا كلِّهِ على مَنْ يَتِيهُ بِأم مَشغولٍ أو أو يُشَبِّبُ بِمَحاسِنِ أُمِّ ذَر؟!.

فألْقِ إليَّ السمعَ أحدِّثْكَ مَنْ هي!!.

في ساحَةِ النزالِ:

في غابَةٍ من أجملِ غاباتِ العالَمِ تَرْتَفِعُ عن سطحِ البحرِ آلافَ الأمتارِ؛ وقدْ مدَّ الربيعُ عليها أخْضَرَ النمارق؛ بعْدَ أنْ بَيَّضَ الزمانُ منها النواصِيَ والمفارِق؛ وبثَّ من الزرابِيِّ هنا وهُناكَ؛ حتّى لَيُخَيَّلَ للناظِرِ أنها في عَالَمِ الأملاكِ أو قِطْعَةٌ من الأفْلاك! ...

وتَضاحَكَتْ أزْهارُها فَوقَ الرُّبى لما تَبَسّمَ عن ثَنايا الشمْسِ فَمْ

أَوَيْتُ هناكَ إلى رَوْضَةٍ فَينانَةٍ في ظِلِّ شَجَرَةٍ مُعَمِّرَةٍ من أشْجارِ الجَوز؛ أرقبُ أمّتينِ مِنْ أُممِ النملِ (وكل نَملةٍ من الأمتَيْنِ تُكَنّى بأمِّ مَشْغول!؛ وبأمِّ ذَر) تَدُورُ بَينَهما رحى حرْبٍ عوان!؛ وقد اختَلطَ الفريقانِ في دائرَةٍ قطْرُها نحوُ ذراعينِ؛ فإذا اشتَبكَ القرينُ بقَرينِهِ لم يُغادِرْهُ إلا صَريعاً طريحا؛ أو مُجَنْدَلاً جَريحا!؛ وقد قابلتِ الجموعُ الجموعَ؛ فلا نُكُوصَ ولا رُجُوع!؛ وفي ناحِيَةِ كلٍّ طائِفةٍ من الطائفَتَيْنِ سِرْبانِ غادٍ ورائحٌ؛ يَصِلانِ ساحَةَ النزالِ بِدارِ المَمْلكَةِ ومَقرِّ الدّولة، وقد غَصّتْ طُرُقُ الإمْدادِ بالجُنْدِ والعسكر؛ فَمُسْعِفٌ ومُنْقِذٌ؛ وناقلٌ لأسيرٍ وحامِلٌ لجِريح!؛ ووَراءَ ذلك رُسُلٌ تغُذُّ السَّيْرَ جِيئَةً وذهاباً؛

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015