لم يكن العربي بحاجة الى تلقي موسيقى الشعر عن طريق الدراسة اوتثبيتها باوزان معينة بل كانت الاذن الموسيقية لدى العربي صاغية حساسة الى مدى البعيد فانشد العربي الشعر على انغام واصوات حركة الابل ومسيرها في ليل او نها ر او من خلال تهادي الجسم العربي وهو راكب عليها تتهادى به قليلا قليلا او امراة تهتز فوقه في هودجها او من حركة الهواء الضارب في الخيام وعبثه فيها اومن حركة الخيل الزاحفة للقتال من كل هذه ومن غيرها نشات وتطورت الموسيقى الشعرية فبقيت الاذن العربية عارفة انغامها وترابطها و طيها وخبنها واوتادها واعمدتها والقول في هذا طويل- لاحظ مقالتي بعنوان النغم الايقاع المنشورة في كتابي في الادب والفن في مدونتي على النت ومقالتي علم العروض المنشورة في هذا المجلس الموقر –
ازدحمت الحياة وكثر اللغط وتشابكت الاصوات كلما كثرت البشرية واختلطت ببعضها ثقلت على الاذن العربية كل هذه بعد تطور الحياة وزادهارها وتمازج العرب بالاعاجم وبالحياة العامة والحضارة وتشابكها والاسواق وما فيها فاصبح من الضروري ايجاد امر مكتوب تفهمه وتتذوقه الاذن عند سماعه فنشأعلم العروض في العصر العباسي الاول على يد الخليل بن احمد الفراهيدي البصري
درس هذا العالم العربي الكبير كل ماقاله الشعراء وكذلك الانغام والتباين بين نغمة واخرى وقيد كل ذلك ووجد ان الشعر العربي قديما وحديثا لا تتعدى انغامه الخمسة عشر نغما اسماها بحورا هي بحو رالشعر العربي الذي انشد فيها الشعراء العرب قصائدهم واشعارهم
ثم جاء الاخفش تلميذه واجهد نفسه ليجد بحرا اخر ابتكره ابتكارا من خلال معرفته الواسعة في الموسيقى الشعرية اسماه المتدارك تدارك اخر النغمات من حيث الوزن
فاصبحت بحور الشعرالعربي ستة عشرا بحرا ينظم بها الشعراء قصائدهم واشعارهم منها الطويل على وزن فعولن\ مفاعيل\ فعولن \مفاعل
ومنها الكامل على وزن
متفاعلن\ متفاعلن\ متفاعلن
ومنها البسيط على وزن
مستفعلن \ فاعلن\ مستفعلن \فعلن
ومنها الهزج على وزن
مفاعيل \ مفاعيل \ مفاعيل
وهكذا
اما القوافي فهي تعتمد على الحرف الاخير من البيت وحركته وحركةالذي الذي قبله فقديما كانت القصيدة يجب ان تكون نهاية ابياتها الى وتيرة واحدة ونسق واحد وروي واحد ويشكل الحرف الاخير قافية القصيدة فيقال هذه قصيدة بائية اذا كانت قافيتها منتهية بحرف الباء و رائية اذا كانت قافيتها منتهية بحرف الراء وهكذا
اما في العصرالعباسي الاول فقد اوجد التطور انواعا اخرى من القصيد اختلفت فيه القوافي وتشعبت وربما استخدمت عدة قواف في قصيدة واحدة ثم وجد انواع اخرى من الشعر منها المربع ومنها المخمس والمشطور ومنمها مايسمى المواليا وهكذا الا انها كانت تحتكم في موسيقاها الى البحور الشعرية العربية ولا تخرج منها الا نادرا وقد تكون في هذا العصر قد خرجت وخاصة في هذه القصائد الجديدة بالنسبة للعصر وحسب مقتضات القصيدة والضرورة الشعرية التي اجازت للشاعر مالم تجز لغيره واعتذر ان اطلت قليلا فالدراسة موجزة والموضوع طويل
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
----------------------------